لغة الحب الأولى : كلمات التشجيع
قال " مارك توين " ذات مرة : " أستطيع أن أعيش لمدة شهرين على الثناء اللطيف " ، إذا فهمنا كلمات " توين " حرفياً ، فإن ست مجاملات سنويا يمكن أن تجعل خزان الحب في مستوى فعال ، وربما يحتاج شريكك في الحياة إلى أكثر من ست مجاملات . إن إحدى الطرق للتعبير عن الحب عاطفياً أن تستخدم كلمات مشجعة ، وقد قال أحدهم قديما : " يملك اللسان قوة الحياة والموت".
ولا يعلم الكثير من الأزواج والزوجات الأثر الكبير الذي يحدثه تشجيع كل منهما للآخر ، فقد قيل أيضاً : " القلب القلق يتسبب في انهيار المرء ، ولكن الكلمة الطيبة تبعث فيه الحياة من جديد".
إن الإطراءات اللفظية ، وكلمات التقدير موصلات جيدة للحب ، وأفضل طريقة لها أن تصاغ بعبارات تشجيعية بسيطة ومباشرة ، مثل : " تبدين جميلة جداً في هذا الثوب " . " واو ، دائما ما تبدين رائعة في هذا الفستان " . " لابد أنك أجمل طاهية للبطاطس في العالم ، أنا أحب البطاطس التي تطهينها " . " أقدر حقاً غسلك للأطباق اليوم " . " شكراً لأنك قمت بعمل جليسة الأطفال هذه الليلة ، أريد أن أخبرك بأنني لا أعتبر ذلك أمراً يجب عليك القيام به " . " أقدر حقاً أنك ألقيت القمامة في الخارج " .
ماذا يحدث للجو العاطفي للزواج عندما يتبادل الزوجان كلمات تشجيع مثل هذه دائماً ؟
منذ عدة سنوات ، كنت أجلس في مكتبي وكان الباب مفتوحاً ، وبينما كانت تدخل إلى الصالة ، قالت لي : " هل تسمح لي بدقيقة؟
فقلت لها : " بالتأكيد ، تفضلي " .
فجلست وقالت : " دكتور " تشابمان " ، لدى مشكلة . لا أستطيع أن أقنع زوجي بطلاء حجرة النوم ، ما زلت أطلب هذا منه منذ تسعة أشهر ، وقد حاولت معه بشتى الطرق ، ولكني لم أستطع إقناعه".
وأول فكرة خطرت لى أن السيدة أخطأت طريقها ، فأنا لست عامل طلاء ، ولكنى قلت لها : " حدثيني عن الأمر".
فقالت : " حسناً ، آخر موقف كان يوم السبت الماضي ، تتذكر كم كان يوماً جميلاً ؟ هل تعلم ماذا فعل زوجي طوال اليوم ؟ لقد كان يغسل السيارة وينظفها".
" إذن ماذا فعلت أنت ؟ " .
" لقد ذهبت إليه وقلت له : " بوب " ، أنا لا أفهمك ، إن اليوم يوم ، مناسب جداً لطلاء حجرة النوم ، وأنت هنا تنظف السيارة " .
فقلت متسائلا : " إذن ، فهل قام بطلاء الحجرة ؟ " .
" كلا ، إنها لم تطل إلى الآن ، لا أعرف ماذا أفعل معه " .
فقلت لها : " دعيني أسألك سؤالاً ، هل تكرهين السيارات النظيفة؟".
" كلا ، ولكني أريد طلاء الحجرة " .
" هل أنت على يقين أن زوجك يعلم أنك تريدين طلاء الحجرة".
فقالت : " أنا متأكدة من هذا ، ما زلت أطلب منه هذا منذ تسعة أشهر".
أسألك سؤالاً آخر ، هل فعل زوجك أي شيء جيد قبل ذلك؟".
" دعيني " مثل ماذا ؟ " .
" أوه ، إخراج القمامة من البيت ، أو تنظيف زجاج سيارتك ، أو دفع فاتورة الكهرباء ، أو تعليق معطفه ؟ " .
فقالت : " نعم ، إنه يفعل بعض هذه الأشياء " . فقلت لها : " لدى اقتراحان : أولهما ، لا تطلبي منه طلاء الحجرة بعد الآن " ، وكررتها عليها : " لا تطلبي ذلك إطلاقاً " .
فقالت لي : " لا أفهم كيف سيساعد ذلك على حل المشكلة " .
" انظرى ، لقد أخبرتني بأنه يعلم أنك تريدين طلاء الحجرة ، فلست بحاجة إلى إخباره مرة ثانية ، فهو يعرف بالفعل ، واقتراحي الثاني أنه في المرة القادمة عندما يفعل زوجك أي شيء جيد ، قولي له بضع كلمات لطيفة : إذا أخرج القمامة ،
قولي له : " بوب ، أريدك أن تعرف أننى حقاً أقدر إخراجك للقمامة " ، لا تقولي : " أخيراً أخرجت القمامة ، لقد أوشكت الحشرات أن تخرجها بدلاً منك " ، إذا رأيته يدفع فاتورة الكهرباء ، فضعي يدك على كتفه وقولي له : " إننى أقدر بالفعل أنك تدفع فاتورة الكهرباء ، فقد سمعت أن هناك بعض الأزواج لا يفعلون ذلك ، وأريدك أن تعلم كم أقدر هذا " ، كل مرة يقوم فيها بعمل جيد ، لابد أن تثنى عليه بكلمات لطيفة " . " أنا لا أرى أن ذلك سيؤدي إلى طلاء الحجرة " .
فقلت لها : " لقد سألتني النصيحة ، وهذه نصيحتي لك ، وهي مجانية".
لم تكن السيدة سعيدة بما قلته لها عندما غادرت مكتبي ، ولكن بعد ثلاثة أسابيع ، جاءت مرة أخرى ، وقالت لي : " لقد نجحت نصيحتك " ، لقد تعلمت أنّ الإطراء اللفظي له تأثير أكبر من الإلحاح " . أنا لا أقصد أن تداهن لكي تحث شريكك في الحياة على فعل شيء من أجلك ، فليس الهدف من الحب أن تحصل على ما تريد ، بل أن تفعل شيئاً ذا أهمية لمن تحب ، ورغم ذلك فإننا عندما نسمع كلمات تشجيعية ممن نحب ، فإن ذلك يحفزنا ويثيرنا لتلبية رغبات شريكنا في الحياة . الكلمات المشجعة إن المجاملة اللفظية هي إحدى الطرق للتعبير عن حبك لشريكك في الحياة ، وهناك لهجة أخرى لهذه اللغة وهي الكلمات المشجعة ، إن كلمة تشجيع تعني " تحفيز الشجاعة " ، كل واحد منا لديه أوقات يشعر فيها بأنه يشعر بعدم الأمان ، نحس بالافتقار إلى الشجاعة ، وهذا الافتقار يمنعنا أحياناً من تحقيق الأشياء الإيجابية التي نرغب في فعلها ، والقوة الكامنة داخل شريكنا في الحياة ، والتي يفقدها في أوقات الشعور بعدم الأمان ، ريما تنتظر بعض الكلمات المشجعة.
كانت " أليسون " تحب الكتابة ، وقد أخذت بعض الدورات في الصحافة في نهاية دراستها الجامعية ، وسرعان ما وجدت أنها تشعر حيال الكتابة الصحفية بإثارة أكبر من دراسة التاريخ ، والذي كان مجال دراستها الأكاديمية ، لقد كان الوقت متأخراً لتغيير المجال الأكاديمي ، ولكن بعد انتهاء دراستها الأكاديمية ، وقبل إنجاب طفلها الأول ، كانت تكتب العديد من المقالات ، أرسلت أحد هذه المقالات إلى إحدى المجلات ، ولكن عندما وصلها جواب برفض المقال ، لم تمتلك الشجاعة للكتابة مرة أخرى ، والآن ، وبعد أن كبر الأطفال ، وصار عندها وقت أكبر للتأمل ، بدأت " أليسون " في الكتابة مرة أخرى.
لم يبد " كيث " زوج " أليسون " الاهتمام الكافي لرغبة " أليسون " في الكتابة في بداية زواجهما ، فقد كان مهتماً بعمله وبترقى السلم الوظيفي ، وعلى الرغم من ذلك ، وفي وقت ما ، أدرك " كيث " أن المعنى الحقيقى للحياة ليس في الإنجازات بل في العلاقات ، وتعلّم أن يعطى اهتماماً أكبر لـ " أليسون " واهتماماتها ؛ لذلك كان من الطبيعي إلى حد ما أن يأتي ذات ليلة ليمسك بأحد مقالات " أليسون " ويقرأها ، وبعد أن انتهى من قراءتها ، ذهب إلى المكان الذي كانت تجلس فيه " أليسون " ؛ حيث كانت تقرأ أحد الكتب ، وبحماس شديد ، قال لها : " أنا أكره أن أقطع عليك قراءتك ، ولكني أردت أن أخبرك بهذا ؛ لقد انتهيت لتوى من قراءة مقالك حول " الاستفادة القصوى من العطلات " ، أنت كاتبة رائعة يا " أليسون " ، هذه المقالات ينبغي أن تنشر!
إنك تكتبين بشكل واضح ، فكلماتك ترسم صورة تجعلني كأني أرى ما تريدين قوله ، ولديك أسلوب بديع ، لابد أن ترسلي هذه المقالات إلى إحدى المجلات " . فسألته " أليسون " بتردد : " هل تعتقد ذلك حقا ؟ " . فأجابها " كيث " : " نعم ، صدقيني ، هذا عمل جيد " .
وعندما غادر " كيث " الغرفة ، لم تستكمل " أليسون " قراءتها ، وأخذت تفكر وهي تضع الكتاب مغلقا في حجرهالمدة نصف ساعة فيما قاله " كيث " ، وأخذت تتساءل هل سيكون رأي الناس في كتاباتها كرأى " كيث " ، تذكرت جواب الرفض الذي وصلها منذ عدة سنوات ، ولكنها قالت إنها أصبحت شخصاً مختلفاً الآن ، وأنّ كتاباتها أصبحت أفضل ، وأنها صار لديها خبرة أكثر ، وقبل أن تترك " أليسون " الكرسي التي كانت تجلس عليه لتشرب بعض الماء كانت قد اتخذت قراراً بأنها سترسل مقالاتها إلى بعض المجلات ، وترى هل سيوافقون على نشرها.
لقد قال " كيث " كلماته المشجعة تلك منذ أربعين سنة ، وقد نشرت " أليسون " العديد من المقالات منذ ذلك الحين ، ولديها الآن تعاقد لكتاب لها ، إنها كاتبة بارعة ، ولكن كلمات زوجها المشجعة هي التي حفزتها لتأخذ الخطوة الأولى في القرار الصعب بأن تحاول نشر مقالاتها..
ربما يكون لدى شريكك في الحياة موهبة لم تستغل في أي من مجالات الحياة ، وربما تنتظر هذه الموهبة بعض كلمات التشجيع ، وربما يكون ما يحتاج إليه هو دورة تدريبية لتنمية هذه الموهبة ، أو أنه يحتاج إلى أن يجلس مع بعض الأشخاص الذين نجحوا في هذا المجال ، والذين يستطيعون أن يقدموا له الخبرة التي يحتاج إليها في الخطوة التالية ، وربما تعطى كلماتك شريكك في الحياة الشجاعة اللازمة كي يأخذ الخطوة الأولى.
لاحظ من فضلك أنني لا أقصد أن تضغط على شريكك في الحياة كي يفعل ما تريد ، ولكني أقصد أن تشجعه حتى ينمي مهارات لديه بالفعل ؛ فعلى سبيل المثال ، يضغط بعض الأزواج على زوجاتهم لكي يقللوا من وزنهم ، ويقول الزوج : " أنا أشجعها " ، ولكن الزوجة ترى ذلك وكأنه إدانة ، يمكنك أن تشجعها فقط عندما تكون لديها الرغبة في إنقاص وزنها . أما إذا لم تكن لديها الرغبة فستكون كلماتك من قبيل الوعظ المثير للضجر ، ونادراً ما تشجع مثل هذه الكلمات ؛ لأنها تؤخذ في أغلب الأحيان على أنها حكم ، الهدف منه أن يشعر الطرف الآخر بالذنب ؛ وبذلك فهي تعبر عن الرفض وليس الحب.
فإذا قالت لك زوجتك : " أعتقد أني أرغب في تسجيل اسمي في برنامج إنقاص الوزن هذا الخريف " . عندئذ تكون لديك الفرصة لأن تشجعها ببعض الكلمات ، كأن تقول لها : " إذا قررت أن تفعلي ذلك ، أستطيع أن أخبرك بشيء واحد ، وهو بوسعی أنك ستنجحين ، فهذا أحد الأشياء التي أحبها فيك ، وهو أنك عندما تقررين شيئاً فإنك تفعلينه ، وإذا كان هذا ما تودين فعله ، فإنى بالتأكيد سأفعل كل ما ، لمساعدتك ، ولا تقلقي بشأن تكاليف البرنامج ؛ لأنه إذا كان هذا ما ترغبين في فعله ، فإننا نستطيع تدبير النقود " ، فمثل تلك الكلمات يمكن أن تعطى زوجتك الشجاعة للاتصال بالمركز الذي ينظم هذا البرنامج.
ويتطلب التشجيع منك أن تكون متعاطفا مع شريكك في الحياة ، وأن ترى العالم من وجهة نظره هو ، وينبغي علينا أولاً أن نعرف أولوياته ، عندئذ فقط يكون باستطاعتنا أن نشجعه.
ونحن نحاول من خلال التشجيع اللفظي أن نتواصل مع شريكنا في الحياة بأن نقول : " أنا أعرف ، أنا أهتم ، أنا معك ، كيف أستطيع مساعدتك ؟ " . كما نحاول أن نظهر له أننا نثق فيه وفي قدراته ، وذلك بأن نمدحه ونثني عليه . ومعظمنا لديه بالفعل قدرات أكثر من القدرات التي يمكنه أن يظهرها طوال حياته ، ولكن ما يعوقنا في أغلب الأحيان هو الشجاعة ، ويمكن لأحد الزوجين أن يدعم الآخر بهذه الوقائع المهمة جداً ، وبالطبع ربما يكون من الصعب عليك أن تقول كلمات مشجعة ، فربما لا تكون هذه هي اللغة الأساسية للحب التي تتحدث بها ، وسيتطلب تعلم هذه اللغة الثانوية جهداً كبيراً ، وهذا ينطبق أيضاً على الأشخاص الذين يتحدثون بكلمات نقدية ، وفيها إدانة بشكل خاص ، ولكني أستطيع أن أؤكد لك أن الأمر يستحق هذا الجهد.
الكلمات الرقيقـة
الحب هو الرقة ، فإذا كنا سنوصل الحب عن طريق الكلمات ، فينبغي لنا أن نستخدم كلمات رقيقة ، وهذا يرتبط بالطريقة التي نتحدث بها ، فإن الجملة الواحدة يمكن أن تفيد معنيين مختلفين ، وذلك يعتمد على كيفية نطقك لها ، فإنّ عبارة " أنا أحبك " إذا قيلت برقة ، يمكنها أن تكون تعبيراً حقيقياً عن الحب ، ولكن ماذا عن عبارة " أنا أحبك ؟ " إن علامة الاستفهام تغير معنى هاتين الكلمتين تماماً ؛ ففي بعض الأحيان نقصد بكلماتنا شيئا ما وتغير نغمة صوتنا هذا المعنى ، وبهذا نرسل رسالتين مختلفتين ، وعادة ما يفسّر شريكنا في الحياة الرسالة المقصودة من الكلام طبقا لنغمة الصوت وليس الألفاظ التي نستخدمها.
فإذا قيلت عبارة " سأكون سعيداً أن أغسل الأطباق هذه الليلة " بنغمة صوت تفيد التذمر ، فإنها لن تفهم على أنها تعبير عن الحب ، وعلى العكس من ذلك ، يمكنك أن تعبر عن الأسى والألم وحتى الغضب بطريقة رقيقة ، فإنك حين تقول عبارة " لقد شعرت بالأسى والألم لأنك لم تساعديني هذا المساء " ، بأسلوب صادق ورقيق ، فإنها تكون تعبيراً عن الحب ؛ لأن الشخص الذي يتكلم يريد أن يعلم الطرف الآخر بما في داخله ؛ فهي تأخذ خطوات لإقامة روابط حميمة عن طريق الاشتراك في المشاعر ؛ إنها تطلب فرصة لمناقشة آلامها كي تجد علاجاً ، وإذا ما قيلت نفس الكلمات بصوت عال وقاس فلن تكون تعبيراً عن الحب ، بل إنها تكون تعبيراً عن الإدانة.
إن الأسلوب الذي نتكلم به مهم لدرجة كبيرة ، وتقول إحدى الحكم القديمة " الجواب اللين يطفئ الغضب " ، فإذا كان شريكك غاضبا وانتقدك بكلمات شديدة ، فإن اخترت أن تكون محباً ، فإنك لن ترد عليه بنفس الشدة ، ولكن بأسلوب رقيق ، وستحمل ما يقوله لك على أنه إشارة إلى مشاعره العاطفية ، وستمكنه يخبرك بما يؤلمه ويغضبه ، وستضع نفسك موضعه ، وسترى الموقف من وجهة نظره ، وستعبر عن فهمك لسبب إحساسه بهذا الشعور بطريقة لينة ورقيقة ، فإذا كنت قد ظلمته ، ستكون قادراً على الاعتراف بهذا الظلم وعلى طلب الصفح ، أما إذا كان ما قصدته أنت مخالفا لما فهمه عنك ، عندها تكون قادراً على شرح مقصودك بطريقة رقيقة ، وستسعى إلى التفاهم والمصالحة ، وليس إلى أن تثبت أن ما تقصده من كلامك هو التفسير الوحيد لما حدث ، هذا هو الحب بطريقة ناضجةالحب الذي نطمح من خلاله إلى زواج ناجح.
إن الحب لا يتوقف عند بضعة أخطاء ، ولا يحتفظ بالأخطاء السابقة ، فما أحد إلا وبه عيوب ؛ وفي الزواج لا نفعل الشيء الأفضل أو الصحيح دائماً ، وفي بعض الأحيان نفعل أو نقول أشياء مؤلمة للطرف الآخر ، ولا يمكننا أن نمحو الماضي ، يمكننا فقط الاعتراف به ، والاتفاق على أنه كان خطأ ، يمكننا أن نطلب الصفح ، ونحاول أن نتصرف بشكل مختلف في المستقبل ، وبعد أن نعترف بفشلنا ونطلب الصفح ، لا يمكننا أن نفعل شيئاً أفضل من أن نخفف الألم الذي ربما لحق بالطرف الآخر نتيجة هذه الأخطاء ، وإذا ما وقع عليك ظلم من قبل الطرف الآخر ، واعترف بذلك بمرارة وطلب الصفح ، يكون لديك خياران :
إما العدل أو الصفح ، فإذا اخترت العدل وأردت أن تثأر لنفسك منه أو أن تجعله يدفع ثمن ظلمه لك ، فإنك بذلك تكون قد نصبت نفسك قاضياً وجعلت شريك حياتك متهماً ، وعندئذ من منا من تصبح المودة مستحيلة ، أما إذا اخترت الصفح ، يمكن في هذه الحالة أن ترجع المودة ، فالصفح هو السبيل إلى الحب.
إني لأتعجب من كثرة من يفسدون كل يوم جديد باليوم الذي قبله ، ويصرون على أن يسترجعوا اليوم أخطاء الأمس ، وهم بهذا الإصرار يفسدون احتمالية أن يعيشوا يوماً رائعاً جديداً ، والكلمات التالية ليست بكلمات حب ، بل كلمات تعبر عن الأسى والغضب والانتقام : " لا أصدق أنك فعلت ذلك ، لا أعتقد أنني سأنسى هذا الأمر يوماً ، ربما لا تعرف مدى ما سببته لي من آلام ، لا أعرف كيف تستطيع أن تجلس بهذا الهدوء بعد أن عاملتني بهذه الطريقة ، كان ينبغي أن تأتي زاحفاً على ركبتيك لتطلب مني الصفح ، لا أعرف إن كنت سأستطيع أن أسامحك في يوم من الأيام " .
إن أفضل شيء نستطيع فعله مع إخفاقات الماضي أن نتركه حتى يصير جزءاً من التاريخ ، نعم إن هذه الأشياء قد حدثت بالفعل ، وكانت بالتأكيد مؤلمة ، وربما يكون إيلامها مستمرا حتى الآن ، ولكنه اعترف بخطئه وطلب الصفح ، ولا يمكننا أن نمحو الماضي ، ولكننا يمكن أن نقبله كتاريخ ، وباستطاعتنا أن نحيا اليوم دون تذكر إخفاقات الأمس.
إن الصفح ليس شعوراً ، بل التزام ، إنه اختيار لإظهار الرحمة ، وليس لرد الإساءة على من أساء.
إنّ الصفح تعبير عن الحب ، والكلمات التالية هي كلمات تشجيعية للتعبير عن الحب بلهجة الكلمات الرقيقة : " أحبك ، أنا أهتم بأمرك وأختار أن أصفح عنك ، على الرغم من أن شعوري بالألم ربما يستمر طويلاً ، إلا أنني لن أسمح لما حدث أن يحول بيننا ، أتمنى أن نتعلم من هذه التجربة ، إنك لست فاشلاً ؛ لأنك فشلت ذات مرة ، أنت شريكي في الحياة وسنبدأ معاً منذ الآن".
الكلمات البسيطة
الحب يعني الطلب وليس الأمر ، فعندما أمر زوجتي بفعل شيء ، أصبح أنا الأب وهي الطفلة ؛ إن الأب هو من يخبر الطفل ذا الثلاثة أعوام ما ينبغي عليه فعله ، أو بالأحرى ما يجب عليه فعله ، وهذا ضروري ؛ لأن الطفل ذا الثلاثة أعوام لا يعرف كيف يبحر في خضم مياه الحياة الخادعة ، ولكننا في الحياة الزوجية متساويان ؛ فنحن والدان بالغان ، نحن لم نبلغ مرحلة الكمال بلا أدنى شك ، ولكننا أشخاص بالغون وكذلك شركاء ، فإذا كنا نريد أن نطور علاقة حميمة ، فنحتاج إلى أن يعرف كل منا رغبات الآخر ، أما إذا كنا نرغب في أن يحب كل منا الآخر ، فلا بد أن نعرف احتياجات الطرف الآخر.
ومع هذا فإن الطريقة التي نعبر بها عن تلك الرغبات مهمة جداً ؛ لأننا إذا عبرنا عنها في صيغة أوامر ، نكون بذلك قد قضينا على أي احتمالية للحميمية ، وأجبرنا الطرف الآخر على الابتعاد ، أما إذا عبرنا عن احتياجاتنا ورغباتنا بصيغة الطلب ، نكون وكأننا نعطى إرشادات وليس قرارات نهائية ، فالزوج عندما يقول لزوجته : " هل تتذكرين فطائر التفاح التي كنت تعدينها ؟ هل يمكنك أن تجهزي لنا إحداها اليوم ؟ فأنا أحب تلك الفطائر " ، فإنه بذلك يعطيها إرشادات حول كيفية التعبير عن حبها له ، وهكذا تبنى الحميمية بينهما ، وعلى الجانب الآخر ، فإن الزوج الذي يقول لزوجته : " إنك لم تعدى لي فطيرة تفاح منذ ولادة الطفل ، ولا أعتقد أننى سأحصل على فطيرة تفاح مرة ثانية قبل ثمانية عشر عاما " ، فإنه يكون قد توقف عن التصرف كشخص بالغ ، وتحول إلى سلوك المراهقين ، ومثل هذه الأوامر لا تبنى الحميمية.
إن الزوجة التي تقول لزوجها : " هل بإمكانك أن تنظف البالوعات في عطلة نهاية الأسبوع ؟ " ؛ « هي بذلك تعبر عن حبها من خلال هذا الطلب ، أما الزوجة التي تقول لزوجها : " إذا لم تنظف تلك البالوعات قريباً ، فإنها ستملأ المنزل ، فقد بدأت تخرج منها شجيرات صغيرة بالفعل " ؛ فهي بذلك توقفت عن حبها وأصبحت زوجة متسلطة.
عندما تطلب من الطرف الآخر شيئاً ما ، فإنك تؤكد الثقة في قيمته وقدراته ، وفي حقيقة الأمر أنت تظهر له أن لديه شيئاً أو أنه يستطيع أن يفعل شيئاً مهماً وذا قيمة بالنسبة لك ، أما عندما تفعل هذا بصيغة الأمر ، فإنك لا تصبح حينها شخصاً محباً بل متعسفاً ، ولن يشعر شريكك في الحياة بأن له قيمة بل إنه سيشعر بالاحتقار ، إن الطلب يقدم عنصر الاختيار ، فيمكن لشريكك أن يستجيب لطلبك أو يرفضه ؛ لأن الحب دائماً اختيار ، وهذا ما يجعل الاختيار مهماً ، فعندما أعرف أن زوجتي تحبني بدرجة تجعلها تستجيب لما أطلبه منها ، فإن ذلك يوصل إلى من الناحية العاطفية أنها تحبني وتهتم لأمرى وتحترمني ، وأنها معجبة بي وتريد أن تفعل شيئاً ما كي تسعدني.
ونحن لا نستطيع أن نحصل على الحب العاطفي عن طريق الأمر ، فيمكن لطرف أن ينصاع لأمر الطرف الآخر ، ولكن هذا لا يكون تعبيراً عن الحب ، بل يكون شعوراً بالخوف أو الذنب أو أي إحساس آخر غير الحب ؛ وعلى هذا ، فإن الطلب يوجد إمكانية للتعبير عن الحب ، بينما يخنق الأمر هذه الإمكانية.
لهجات مختلفـة
إن كلمات التشجيع هي إحدى لغات الحب الخمس ، وهناك العديد من اللهجات داخل هذه اللغة ، وقد ناقشنا القليل منها بالفعل ، ويوجد غيرها الكثير ، فقد صنفت كتب بكاملها ، ودبجت مقالات عديدة حول هذا الموضوع ، والقاسم المشترك بين هذه اللهجات جميعاً هو استخدام الكلمات ؛ لتعزيز الثقة في الطرف الآخر ، قال العالم النفسي " ويليام جيمس " : " إن أعمق حاجة للإنسان هي حاجته للإحساس بالتقدير " ، وتلبي كلمات التقدير هذه الحاجة بالنسبة للكثيرين . إذا كنت رجلاً أو امرأة ـ لا تجيد تلك الكلمات ، وليست هذه لغتك الأساسية للتعبير عن الحب ولكنك تعتقد أنها اللغة الأساسية لشريكك في الحياة فدعني أقترح عليك أن تحتفظ بمذكرة صغيرة وتسميها " كلمات التشجيع " ، وعندما تقرأ كتاباً عن الحب ، قم بتسجيل كلمات التشجيع التي تجدها فيه ، وعندما تسمع محاضرة عن الحب ، وعندما تسمع عن طريق المصادفة صديقاً لك يقول شيئاً إيجابياً عن شخص آخر ، قم بكتابته ، وبمرور الوقت ، ستكون لديك قائمة لا بأس بها من الكلمات التي يمكنك استخدامها في توصيل الحب للطرف الآخر.
وربما ترغب أيضاً في قول كلمات تشجيع غير مباشرة ، بمعنى أن تقول أشياء إيجابية في حق الطرف الآخر في غيابه ، وفي نهاية الأمر ، سيقوم أحد الأشخاص بإخباره بهذا الكلام ، وستتلقى الثناء جزاء حبك ، قل لحماتك كم ترى زوجتك رائعة ، وعندما تخبرها حماتك بما قلته ، سيصل الخبر إلى زوجتك ، وعندها ستتلقى ثناء أكبر ، وجه كلمات التشجيع لزوجتك في حضور أشخاص آخرين ، وعندما تحصل على تكريم علني عن إنجاز ما ، تأكد من أن تثني على شريك حياتك ، ويمكنك أيضاً أن تحاول كتابة بعض كلمات التشجيع ، فإن الكلمات المكتوبة يمكن أن تقرأ مرات عديدة.
لقد تعلمت درساً مهماً عن كلمات التشجيع ولغات الحب في بلدة " ليتل روك " بولاية " أركنساس " . حيث كانت زيارتي إلى " بيل " ، و " بيتى جو " في يوم جميل من أيام الربيع ، إنهما يعيشان في بيت من عدة طوابق يحيط به سور أبيض ، وحشائش خضراء ، وأزهار الربيع مكتملة التفتح ، لقد كان مثالياً ، ولكن بمجرد دخولي ، اكتشفت أن المثالية قد انتهت ؛ فقد كانت حياتهما الزوجية محطمة ، فبعد أثنتى عشرة عاما من الزواج وإنجاب طفلين ، كانا يتساءلان لماذا تزوجنا في الأساس ، وبدا أنهما مختلفان في كل شيء ، والشيء الوحيد الذي كانا متفقين بشأنه أنهما يحبان الأطفال ، وبينما تنحل خيوط القصة ، لاحظت أن " بيل " مدمن لعمله وليس لديه وقت كاف لـ " بيتى جو " ، وكانت " جو " تعمل نصف دوام ؛ لكي تبتعد عن البيت قليلاً ، وكانت طريقتهما في التعايش هي الانسحاب ، وحاولا أن يضعا مسافات بينهما ؛ حتى لا تبدو صراعاتهما كبيرة ، ولكن مستوى الحب في خزّانيهما كان يظهر أنهما فارغان.
لقد أخبراني بأنهما كانا يذهبان إلى استشاري علاقات زوجية لفترة من الزمن ، ولكن لم يبد أن ذلك يحقق تقدماً كبيراً ، لقد كانا يحضران ندواتي عن الزواج ، وكنت سأغادر المدينة في اليوم التالي ، وربما تكون هذه هي المرة الوحيدة التي سأتقابل فيها مع " بيل " و " بيتى جو " ؛ لهذا قررت أن أضع البيض كله في سلة واحدة.
قضيت ساعة مع كل طرف منهما على حدة ، واستمعت بإنصات إلى حكايات الطرفين ، واكتشفت أنه رغم الفراغ الذي يكتنف علاقتهما ورغم خلافاتهما الكثيرة ، فكل طرف منهما يقدر أشياء معينة في الطرف الآخر ؛ فقد اعترف " بيل " قائلاً : " إنها أم جيدة ، وربة منزل جيدة أيضاً ، وكذلك فهي طاهية رائعة عندما تقرر أن تطهو ، ولكن ببساطة لا أحس أن لديها أي عاطفة تجاهي ، فانا أبذل قصارى جهدی في العمل ، ولكن ببساطة ليس هناك أي تقدير لذلك " ، وأثناء كلامي مع " بيتى جو " قالت : " إن " بيل " عائل ممتاز للأسرة " ، ولكنها اشتكت قائلة : " ولكنه لا يفعل أي شيء في المنزل لمساعدتي ، وليس لديه وقت لى إطلاقاً ، ما فائدة أن يكون لدينا المنزل وسيارة جميلة ، وكل الأشياء الأخرى ، إذا لم يكن لدينا الوقت لنستمتع بها معا ؟ "
وبحصولي على هذه المعلومات ، قررت أن أجعل نصيحتي عبارة عن اقتراح واحد لكل طرف منهما ، أخبرت " بيل " و " بيتي جو " كلا على حدة بأن كل واحد منهما لديه المفتاح الذي يستطيع به تغيير المناخ العاطفي لحياتهما الزوجية ، وقلت لهما : " هذا المفتاح هو أن يعبر كل منكما عن الأشياء التي يحبها في الطرف الآخر ببعض كلمات التقدير ، وأن تتوقفا لفترة عن شكواكما من الأشياء التي لا تعجبكما في بعضكما " ، وأخذنا نستعرض التعليقات الإيجابية التي قالاها بالفعل لبعضهما البعض ، وقمت بمساعدة كل طرف منهما على كتابة قائمة بهذه الأشياء الإيجابية ، وكانت قائمة " بيل " تتمحور حول أنشطة " بيتي " كأم ، وربة منزل ، وطاهية ، بينما تركزت قائمة " بيتى جو " حول اجتهاد " بيل " في العمل ، ودعمه المالي للعائلة ، وقد حاولنا أن نجعل القائمة محددة قدر الإمكان ، وكانت قائمة " بيتى جو " كالتالي :
- لم يتغيب يوماً عن عمله لمدة اثني عشر عاماً .
- حصل على العديد من الترقيات خلال سنوات عمله ، وهو دائماً يفكر في طرق لتحسين إنتاجيته.
- يدفع مصاريف البيت شهرياً . كما يدفع فواتير الكهرباء والغاز والمياه.
- اشترى لنا سيارة جميلة منذ ثلاثة أعوام.
- يشذب الحشائش أو يستأجر شخصاً لتشذيبها مرة كل أسبوع خلال فصلي الربيع والصيف.
- يجمع أوراق الأشجار أو يستأجر شخصاً لجمعها خلال فصل الخريف.
- يوفر الكثير من المال لشراء الطعام والملابس للأسرة.
- يحمل القمامة للخارج مرة كل شهر تقريبا.
- يوفر لى المال لشراء هدايا عيد رأس السنة للعائلة.
- يوافق على أن أتصرف في المال الذي أحصل عليه من عملي كيفما أشاء.
بينما كانت قائمة " بيل " كالتالي :
- ترتب الأسرة يومياً.
- تنظف البيت مرة أسبوعياً .
- تعد إفطاراً جيداً للأولاد قبل ذهابهم للمدرسة كل صباح.
- تطهو العشاء ثلاث مرات تقريباً كل أسبوع.
- تقوم بشراء الخضراوات.
- تساعد الأولاد على أداء فروضهم المنزلية.
- تصطحب الأطفال إلى المدرسة .
- تقوم بالتدريس للمرحلة الأولى بمدرسة " صنداى".
- تأخذ ملابسي إلى المغسلة .
- تقوم بالغسيل والكي في بعض الأحيان.
واقترحت عليهما أن يضيفا إلى القائمة الأشياء التي يلاحظانها في الأسابيع التالية ، كما اقترحت عليهما أن يختارا إحدى الصفات الإيجابية ويعبرا عنها لبعضهما مرتين أسبوعياً ، وأسديت لهما نصيحة أخرى ، قلت لـ " بيتى جو " إنه إذا أثنى عليها " بيل " ، فلا تردها عليه في الوقت ذاته ، بل ينبغي عليها أن تتقبلها ببساطة وتقول له : " أشكرك لقولك ذلك " ، وقلت لـ " بيل " الشيء ذاته ، وشجعتهما أن يفعلا ذلك كل أسبوع لمدة شهرين ، وإذا وجداه مفيداً ، يمكنهما الاستمرار ، أما إذا لم يساعد ذلك في تغيير المناخ العاطفي لحياتهما الزوجية ، فيمكنهما أن يتوقفا ويعتبراها محاولة فاشلة.
وفي اليوم التالي ، ركبت الطائرة وعدت إلى منزلي ، وكتبت ملاحظة أن أتصل بـ " بيل " و " بيتي جو " بعد شهرين لأرى ماذا حدث ، وعندما اتصلت بهما في منتصف فصل الصيف ، طلبت أن أحادث كلا منهما على حدة ، وكنت مندهشاً ، موقف " بيل " قد قفز قفزة هائلة للأمام ، وخمّن بأني قد أعطيت " بيتى جو " نفس النصيحة التي أعطيتها له ، ولكن ذلك لم يزعجه ، فقد أعجبه الأمر ، لقد كانت تعبر له عن تقديرها لعمله الشاق ودعمه للأسرة ، وقال لي : " لقد جعلتني بالفعل أشعر بأنني رجل مرة ثانية ، لقد حصلنا على طريقة للتفاهم ، يادكتور " تشابمان " ، ولكني أعتقد حقاً أننا على الطريق الصحيح".
ولكن عندما تكلمت " بيتى جو " وجدت أنها لم تتقدم إلا بقدر خطوة طفل صغير ؛ حيث قالت لي : " لقد تحسن الوضع قليلا يادكتور " تشابمان " ، يثنى على " بيل " بالكلمات كما اقترحت ، وأعتقد أنه صادق فيما يقول ، ولكنه ما زال لا يقضى معي أي وقت ، فهو ما زال مشغولاً بعمله لدرجة أننا لانقضي أي وقت معاً " . وبينما أستمع لـ " بيتى جو " ، انكشفت لي الحقيقة ، فقد علمت أنني اكتشفت اكتشافا مهما ، وهو أن لغة الحب لشخص ما ليست بالضرورة هي لغة الحب لشخص آخر ، ، لقد كان واضحاً أن لغة الحب بالنسبة لـ " بيل " هي كلمات التشجيع ؛ لأن عمله شاق ، وهو يحبه ، ولكن ما يحتاج إليه بشدة من زوجته هو كلمات تقدير لعمله ، ربما تربى على هذا الأسلوب في صغره ، وحاجته إلى تعزيز الثقة لم تكن بأقل أهمية له في حياته كشخص بالغ ، ولكن " بيتي جو " على الجانب الآخر ، كانت تحتاج إلى شيء آخر من الناحية العاطفية ، كانت الكلمات الإيجابية جيدة بالنسبة لها ، ولكن رغبتها العاطفية الكامنة كانت تحتاج لشيء آخر ، وهذا يجعلنا ننتقل إلى لغة الحب الثانية.
إذا كانت لغة الحب لشريكك في الحياة هي كلمات التشجيع :
١. کی تذكر نفسك أن " كلمات التشجيع " هي لغة الحب الأساسية لشريكك في الحياة ، قم بكتابة الكلمات التالية على كارت مساحته 3 × ٥ سم وضعها على المرأة أو في أي مكان آخر تراه يومياً :
الكلمات مهمة !
الكلمات مهمة !
الكلمات مهمة!
۲. احتفظ بسجل مكتوب لكل كلمات التشجيع التي قلتها لشريك حياتك لمدة أسبوع ، وفي نهاية الأسبوع ، اجلس معه وراجع هذا السجل.
قلتُ الإثنين : " لقد قمت بعمل رائع في هذه الوجبة " . " إنك تبدين رائعة حقا في هذا الثوب " . " أقدر حقاً أنك أحضرت الملابس".
وقلتُ يوم الثلاثاء : إلخ وربما تندهش من الجودة ، أو الضعف ، التي تحدثها كلمات التشجيع.
٣. حدد هدفاً بأن تقول لشريك حياتك مجاملة جديدة كل يوم لمدة شهر ، فإذا كانت تفاحة يوميا تجنبك زيارة الطبيب ، فربما تجنبك مجاملة يوميا زيارة مستشار العلاقات الزوجية ، ( وربما تحتاج إلى تدوين هذه المجاملات أيضاً ، حتى لا تكرر نفس العبارات).
٤. أثناء قراءتك للصحف والمجلات والكتب ، أو مشاهدة التلفاز ، أو الاستماع إلى الراديو ابحث عن كلمات التشجيع التي يستخدمها الناس ، ولاحظ الناس أثناء حديثهم ، قم بكتابة هذه العبارات في مفكرة صغيرة ، ( إذا كانت عبارات كاريكاتيرية ، اقطعها وألصقها في هذه المفكرة ) ، وتصفح هذه المفكرة من أن لآخر ، واختر العبارات التي يمكنك استخدامها مع شريك حياتك ، وعندما تختار إحداها ، لاحظ التاريخ الذي استخدمتها فيه ، فربما تصبح مفكرتك الصغيرة كتاب الحب الخاص بك ، وتذكر أن الكلمات مهمة!
٥ . اكتب خطاباً أو فقرة أو جملة عن الحب لشريك حياتك ، وأعطه له بهدوء أو على صوت نغمات هادئة ! ( والاحتمال الأكبر أنه عندما يموت ، ستجده محتفظاً بهذا الخطاب في مكان خاص جدا ) ؛ لأن الكلمات مهمة.
٦. أثن على شريك حياتك في حضور والديه أو أصدقائه ، وبهذا سوف تحصل على ثناء مضاعف ؛ حيث سيشعر هو بالحب ، ويشعر والداه بأنهما محظوظان لأن لديهما زوج ابنة أو زوجة ابن مثل هذه.
٧. انظر إلى نقاط القوة في شريكك ، وقل له إنك تقدر هذه الطاقات ، وأكبر الاحتمالات أنها ستعمل بجد للمحافظة على منزلتها.
٨. أخبر أولادك كم هي رائعة أمهم ، أو كم هو رائع أبوهم ، افعل ذلك في حضور الطرف الآخر وفي غيابه.
٩. اكتب قصيدة تعبر فيها عن مشاعرك نحو الطرف الآخر ، وإذا لم تكن شاعراً ، اختر أحد الكروت التي تعبر عن مشاعرك ، ضع خطأ تحت كلمات معينة ، وأضف بعض الكلمات من عندك في النهاية.
١٠. إذا وجدت أن قول " كلمات التشجيع " صعب عليك ، تدرب عليه أمام المرآة ، واستخدم كروتا للتلقين ، إذا لزم الأمر ، وتذكر أن الكلمات مهمة .
من كتاب لغات الحب الخمسة