عشق التفاصيل الصغيرة
ﺃﺫﻛﺮ ﺃنني ﺍﺑﺘﻌﺖ في طفولتي ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺟﺪًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺳﺘﻴﻚ ﻭﻟﻬﺎ ﺳﺪﺍﺩﺓ ﻓﻠﻴﻨﻴﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ، ﻭﻟﻬﺎ ﺯﻧﺒﺮﻙ ﻗﻮي. ﻭﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻫﻮ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﻘﻄﺖ ﻭﺭﺍﺀ ﺧﺰﺍﻧﺔ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ﻓﻰ ﺑﻴﺘﻨﺎ . ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﺍ ﺃﻧﻬﺎ ﺿﺎﻋﺖ ﻟﻸﺑﺪ ﻭﺑﻌﺪ اﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻘﻂ . ﺑﻜﻴﺖ ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﺒﻚ ﺃﺭﺍﻣﻞ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ، ﻭﻧﻤﺖ ﺗﻌﺴًﺎ ﻣﺜﻘﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ . ﻛﻨﺖ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻭﻗﺘﻬﺎ .
ﻓﻰ ﺳﻦ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﺑﺪﺃﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺩﺍﺭي، ﻭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ﻟﻴﻔﻜﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺰﺍﻧﺔ ﺍﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ، هنا ﻓﻮﺟﺌﺖ ﺑﺎﻟﺒﻨﺪﻗﻴﺔ ﺗﺨﺮﺝ ﻟﻰ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺨﺰﺍﻧﺔ، ﻣﻐﻄﺎﺓ ﺑﺎﻟﻐﺒﺎﺭ ﻭﻧﺴﻴﺞ ﺍﻟﻌﻨﺎﻛﺐ، ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻟﻐﻢ ﻳﻨﻔﺠﺮ ﻓﻰ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ . ﻭﺟﻒ قلبي ﻭﺷﻌﺮﺕ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻟﻤﺴﻬﺎ ﺑﺬﺍﺕ ﺷﻌﻮﺭي ﻓﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺫﺍﻙ ﻣﻨﺬ 21 ﻋﺎمًا .
ﻭﻟﻮﻻ ﺃﻧﻨﻰ ﺗﻤﺎﺳﻜﺖ ﻟﺮﺣﺖ ﺃﺭﻛﺾ ﺑﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺸﻘﺔ، ﻭﻟﺮﺣﺖ ﺃﺻﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ﻣﺤﺪﺛًﺎ ﺃﺻﻮﺍﺗًﺎ ﻣﻀﺤﻜﺔ بفمي .
د.أحمد خالد توفيق
إميلي : عشق التفاصيل الصغيرة