كلمات غيرت حياتي
إلى الـفـتـاة المراهقة التي صـادف تواجـدهـا بقـربي في القطار : لقد كنت تتكلمين مع صديقتك ، وكانت تبدو مكتئبة حقاً لأنها لم تتمكن من العثور على حبيب .
كنت نصف مستمعة للحديث وأنا أغفو عندما سمعتك تقولين : « لماذا تريدين حبيباً إلى هذه الدرجة ؟ ما الذي تعتقدين أنه سيتغير في حياتك عندما يصبح لديك حبيب ؟».
كلامها هذا أيقظني . ففي ذلك الوقت كنت مهووسة بالحصول على « وظيفة أحلامي » تحديداً . لقد كنت مكتئبة وقلقة بسبب ذلك ، وكنت أبكي بسبب هذا الأمر ، وأشعر بالفشل الذريع ، وكـان هذا كـل مـا يمكنني التـفـكـيـر بـه والتحدث عنه ( والتذمر بسببه ) . وحالما وصلت إلى المنزل كتبت قائمة : « الأشياء التي أعتقد أنها ستتغير إذا حصلت على وظيفة أحلامي . » لقد انتهى بي الأمر بكتابة قائمة طويلة جـداً . لقد كنت أعتبر أساساً أن كل مشاكل الحياة كبيرها وصغيرها هي بسبب عـدم حـصـولي على هذه الوظيـفـة بالـتـحـديد ، وليس هذا فقط وإنما كنت أضع أمـوراً على قائمة « الانتظار » حتى أحصل على هذا العمل بلا سبب وجـيـه ، وكـأنني أحتاج إلى لقب مهني معين لأذهب إلى النادي أو أمارس هوايتي ! لذا أمسكت هذه القائمة وبدأت أقوم بكل شيء كتبته فيها . بدأت بالتعامل مع المشكلة مباشرة وإيجاد المخارج للأشياء التي لم أكن راضية عنها . لا أزال أريد هذا العمل ولكن سعادتي لن تتوقف عليه . ومنذ ذلك الحين أصبحت عندما أجد نفسي مهووسة بأمر معين آخذ الوقت الكافي لأفكر إن كنت أتخذ من هذا الأمر ذريعة لعدم العمل على حل مشاكل أخرى ربما أعاني منها لذا شكراً أيتـهـا الـفـتـاة المراهقة التي صادف تواجـدها بقربي في القطار ، لقد كنت تحاولين مـسـاعـدة صـديقـتك ولكنك غيرت حياة إنسانة غريبة عوضاً عن ذلك !
من كتاب ٤٤ مذهل