anyquizi logo

كيف تنتقد الآخرين

كيف تنتقد الآخرين

كيف تنتقد الآخرين دون إهانتهم


غالبـاً مـا نـحـتـاج خـلال حـيـاتنا لانـتـقـاد تـصـرفـات الآخرين ، لكن في الوقت ذاته قد يكون هذا الأمر مهمة شاقة ، فلا أحد يرغب في أن يقال عنه أنه على خطأ أو أن سلوكه بحاجة تقويم . مع ذلك لا يعني أن باستطاعتنا تجنب انتقاد الناس لمجرد أنهم لا يحبون التعرض للانتقاد ، ففي حال سماحنا للآخرين بالاستمرار في ارتكاب الخطأ ، فإن كل مـا سـيـحـدث أننا سنستـاء من أفـعـالـهـم وسنكن لهم الضغينة ، وهذا ليس بالوضع الجيد . برغم كل ذلك من الممكـن جـدا انـتـقـاد الآخـريـن دون أن نجعلهم أعـداءنا الدائمين ، وإليكم بعض الطرق اللبقة لفعل هذا :

١. لقد ارتكبت خطأ مماثلاً تنجح هذه الجملة دوماً في تحسين الموقف ، حتى وإن لم تكن صحيحة ، فإن بإمكانك تخفيف حدة انتقادك بقول جمل من قـبـيـل : « لقد ارتكبت خطأ مماثلاً . . . » ، « كنت سأفعل الشيء نفسه في حـالـتك ، لكـن . . . » . يكمن السبب في أن هذا فعال في أن هذه الجمل تجنبنا إظهار نوع من الفوقية ، فما نقوله هو : نعم ، لقد ارتكبت خطأ ، لكن . لا يتوجب عليك الشعور بالاستياء لأن الآخرين قد وقعوا في الخطأ ذاته أيضاً . خير مثال على هذا هو عامل جديد في العمل ، حيث عادة ما يكون العامل الجديد متوتراً بعض الشيء وسـيـرتـكـب الأخطاء حتماً ، فإن بقينا نشير إلى أخطائه طوال الوقت ، سيشعر بالاستياء وسيفقد الدافع . لكن في الوقت ذاته ، إن قلنا : هذا خطأ ، لكـن يسـهل تصحيحه ، نكون بهذا قد صححنا الأمر دون أن نجعله يشعر بالتعاسة.

۲. نبرة الصوت: تساهم نبرة الصوت وتعابير الوجه في إيصال سبعين بالمئة من المحادثة ، أما الكلمات فيمكن أن تكون جانباً غير هام ؛ لذا إن تعيّن عليك الإشارة إلى خلل مـا في سلوك أحدهم ، انتبه جيداً إلى الطريقة التي تعبر بها عن الأمر .
تجنب الحديث بنبرة قد تعبر عن التهكم أو الغضب أو تحمل عدائية أو تعال . تحدث بطريقة طبيعية مهذبة وودودة على قدر ما يمكنك ذلك ، فهذا من شأنه أن يحدث فرقاً هائلاً . حتى إن كنت تشعر بأن الشخص يستحق غضبك أو تهكمك فلن يكون أمراً مساعداً انتقاده بتلك الطريقة ، لأن فعل ذلك سوف يدفعه للتفاعل بطريقة سلبية ، في حين إذ انتقدت بطريقة مراعية للآخرين فإن هناك احتمالاً أكبر في أن يتعاطفوا مع وجهة نظرك.

٣. الابتسامة ا إن أقـدم زمـيـل لنا على فعل أمـر يـزعـجنا ، فإننا نجـد صعوبة في الانتقاد دون أن نعبر عن مشاعرنا السلبية . في تلك الحالة ، حاول الابتسام قبل الشروع بالمحادثة وخلالها ، عندما نبتسم تنزع الابتسامة فتيل المواقف المتوترة بشكل لا شـعـوري ، وعندما نبتسم يصبح من الأسهل الاسترخاء وخلق جو إيجابي .

٤. انتقد الأشياء الهامة نكره جميعنا المتطفلين الذين يشيرون إلى كل زلة . إذا انتقدت الناس على كل خطأ طفيف ، حينها عندما يتعلق الأمر بالمسائل الجدية سيكونون قد طوروا مسبقاً نفوراً إزاء طبيعتك الانتقادية . أيضاً كن متسامحاً عندما يمكنك ذلك ، فإذا لم يشاركك أحدهم حماستك لوضع الكباسة الصحيح تماماً ، تذكر أن هذا ليس عيباً كبيراً في في المكان الشخصية ، ربما من الأسهل ببساطة العيش مع الكباسة وهي في غير مكانها الصحيح مؤقتاً ، أليس كذلك ؟!

٥. تمويه النقد : إن كنا على قدر كبير من الذكاء فقد نكون قادرين على تغيير سلوك الآخرين دون الحاجة إلى انتقادهم بشكل فعلي ، فإذا تابع زميلك في العمل القـيـام بأمـر خاطئ ، حاول فقط اقتراح الطريقة الصحيحة للقيام بالأمر . تقرب من الطبيعة الإيجابية في الآخرين ، فـاقـتـراح الطريقة الصحيحة للقيام بالأشياء ينطوي على النقد بشكل ضمني فقط ، وإذا أسفر هذا عن قيام الأشخاص بفعل الشيء الصحيح فهذا كل ما يهم.

٦. الثناء ثم النقد لا يوجـد زمـيـل في العمل إلا ولديه بعض الخـصـال الإيجابية ( نأمل ذلك ) . إن كان عليك انتقاد أحدهم فلماذا لا تبدأ بالإشارة إلى بعض الأشياء الجيدة التي يقوم بها . إن هذا كفيل بوضع الآخرين في حالة مـزاجـيـة جـيـدة ، وبالتالي سوف يتقبلون الانتقاد بحالة نفسية أفضل بكثير . ومن الجلي بأن علينا أن نتحلى ببعض الصدق في مديحنا وإلا فإنهم سيقرؤون الحقيقة في مديحنا الزائف . . الثناء عليهم على فعل الشيء الصحيح ( حتى وإن لم يكن هذا صحيحاً ) : إن هذه الطريقة فيها شيء من المخادعة لكنها تستحق المحاولة . فلنـفـتـرض أن شـخـصـاً ما لا يجيد تعبئة الاستمارات ؛ تطرق أمام مديرك كم أن هذا الشخص جيد في أداء تلك المهمة ، فإن سمعك هذا الشخص قد يشعر بالخجل ويقوم بمهمته بكفاءة أكبر . أخذت هذه الفكرة من المسلسل الكـومـيـدي البريطاني ( نعم سـيـدي الوزير ) حيث تدور الأحـداث عن رفض الموظفين المدنيين تـنـفـيـذ إصلاحات الوزير ، لذا توجـه الوزير إلى التلفزيون وأغـدق المديح على الموظفين المدنيين للقيام بعمل ممتاز في تنفيذ هذه الإصلاحات على وجه الخصوص بأسرع ما يمكن . وقد كان ما قاله الوزير لا يمت للصحة بصلة ، لكن ولأنه أشاد على التلفزيون ، كـان على الموظفين المدنيين الارتقاء إلى مستوى ثناء الوزير وتنفيذ الإصلاحات .

من كتاب ٤٤ مذهل
بقلم : تيجفان بيتنغر


عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر
تابعنا على الفيسبوك تابعنا على تلغرام

إختبارات قد تعجبك