ثماني استراتيجيات للتعامل مع الناس الذين يدمرون حياتك
تستيقظ ذات صباح وتدرك فجأة أنك فاقد السيطرة في علاقة مليئة بالمشاكل ، فأنت تتعرض للتوبيخ والتهجم عليك والأذى . لا يهم ما إذا كان الشخص المعنى هو أحد الـوالـديـن أو أخ أو زمـيـل فـي الـعـمـل أو صـديق أو زوج أو حبيب ، أو ما إذا كان شخصاً استغلالياً أو متنمراً أو عدوانياً أو شخصاً نرجسياً نمطياً يحاول إبقاءك في مداره أو مدارها . ما يهم هو أنك « لا تعـرف مـاذا تـفـعـل » ، أنت تدرك أن التواصل بينكما ليس صحياً أو جيداً ؛ لأنه يجعلك تشعر بالسوء ولكن بطريقة ما أنت عالق.
فيما يلي ثماني استراتيجيات يمكنك إتباعها لإدارة الصـدامـات مع أشخاص يبدو أنهم يستمتعون بإفساد فرحتك ، ويحـتـاجـون أن يكونوا المسيطرين ، أو أنهـم فـقط يستمتعون بجعلك تشعر بالسوء.
- أدرك الصفات التي تجعلك فريسة سهلة تقییم تصرفاتك التي تساهم فيما يقوم به الطرف الآخر لا يعني أنك تتحمل مسؤولية سوء معاملة شخص ما لك أو تـلام عليـهـا ، ضع هذا الاخـتـلاف بين الأمرين في حسبانك ؛ هل هي حاجتك لإرضاء الآخرين أم الخوف من زعزعة العلاقة التي تجمعكما هو مـا يعـقـد لسانك عندما يحولك صـديقك إلى ضحية لمزاجه السيئ ؟ حلل بهدوء المعاملة التي تلقيتها من الشخص الذي جعلك غير سعيد - ركز على سبب ما شعرت به وليس على ما شعرت به - وانظر فيما إذا كان بإمكانك استشفاف نمط معين.
- استعرض تفاعلك مرة أخرى ومن دون تحمل الملامة بسبب آلية ما يجري يجب أن تنظر إلى درجة كل من مبالغتك في ردة فعلك أو ضعف ردة فعلك في العلاقة ، فكلاهما يمكن أن يعزز عن غيـر قـصـد مـن آلـيـة مـا يجـري ويبـقـيـه مـسـتـمـرًا . إذ يعتبر الشخص المسيطر أو المتسلط، ضعف ردة فعلك كـإذن له للاسـتـمـرار بمعاملتك بنفس الطريقـة تماماً ، في حين يميل الأشخاص ذوي نمط التعلق غـيـر الأمن إلى توخي الحذر الشديد بشأن الإشارات التي تشير إلى أن العلاقة تسوء ، وغـالـبـاً مـا يـصـبـحـون غـاضـبـين وشديدي الانـتـقـاد عـنـدمـا يشعرون بالتـهـديد ، هذا النوع من رد الفعل المبالغ به من المحتمل أن يمنح الشخص النرجسي شعوراً بالـقـوة ويلـهـمـه للاستمرار في ألاعيبه . بدلاً من ذلك اعمل على إدارة عواطفك وضع بعض الأهداف لـنـفـسك من حيث التعامل مع العلاقة بشكل مختلف ، اسـتـخـدم طريقة « إذا / حينئذ » في الـتـفـكـيـر لتشجعك في تنفيذ خططك ، استعد من خلال التركيز على ما ستفعله فيما إذا حدث حدیث متبادل ، استخدم صيغة « إذا كذا ، حينئذ كذا » ، على سبيل المثال « إذا علق صديقي بملاحظة جارحة ، حينئذ سأقول « لم تقل شيئاً مؤلماً ؟ » هذا الأمر ليس سهلاً ويحتاج إلى تدريب ، ولكن الدفاع عما أنت مقتنع به أمر مهم.
- ثق في حدسك : أحد الأسباب التي تدفع الأشخاص ذوي نمط التعلق غير الآمن للاستمرار في علاقات مؤذية هو انعدام الثقة أنفسهم أو في تقديرهم للأمور ، إذا كان موقعك الافتراضي هو دوماً تبرير السلوك المدمر (« لم يقصد حقاً ما قاله ، لا يعدو الأمر لحظة انفعال » ) أو إعطاء الشخص حق الانتفاع من ميزة الشك ( « لم تدرك كم كانت إيماءتها موجعة ، بمجرد شرحها لها ، أنا متأكدة بأنها ستعي ما فعلته » ) ، فقد حانت لحظة التوقف وإدراك لماذا تقوم بالتبرير ، إذا وجدت نفسك تنخرط مرة أخرى في نمط وضع الأعذار أو إعطاء مـبـررات منطقية للسلوك المدمر ، عليك بالتوقف.
- كن حذراً من مغالطة الثمن المدفوع ما الذي يجعلك تستمر في هذه العلاقة على أي حال ؟ فكرة ما قـد قـدمت في هذه العلاقة ؟ خوفك من الخسارة والبقاء وحيداً ؟ ، كما يظهر من أبحاث دانييل كـانـيـمان وأموس تويرسكي فإن البشر يشتهرون بالنفور من الخسارة ويفضلون التمسك بما لديهم على المدى القصير ، حتى ولو كـان تنازلهم قليـلاً سـيـمـنـحـهم المزيد على المدى الطويل ، بالإضافة إلى ذلك هم يفضلون المعلوم على المجهول ، حتى ولو كان الأول يجعلهم غير سعداء ، كل ذلك يؤدي بالمحصلة إلى النمط الأسـوأ باللاوعي والذي يسمى المغالطة ذات الثمن المدفوع والتي غالباً ما تكون مسؤولة عن إبقائنا في أماكن لا يجب أن نكون فيها ، بما في ذلك الـعـلاقـات المدمرة ، إنها عادة العقل الذي يركز على ما استثمرته في شيء ما ، قد يكون الاستثمار على شكل عاطفة أو وقت أو مجهود أو حتى مال ، وتبقى في مكانك كي لا تخسر هذا الاستثمار ، بالطبع مهما كانت ماهية الاستثمار لا يمكنك استرداده تحت أي ظرف من الظروف ، سواء كانت السنوات التي أمضيتها من عمرك في عمل أو علاقة ، أو المال الذي أنفقته على سيارتك المعطلة أو لمشروع ما ، لذلك التفكير بهذه الطريقة ليس منطقياً فعلاً ، وقد اسـتـخـدمت هذه المغالطة لتبرير الحروب والسيارات التي فاق عـمـرهـا فـتـرة صلاحيتها وجميع أنواع العلاقات الرديئة والزواج . إذا كنت تجد نفسك تفكر بما قـدمـتـه فـي عـلاقـة مع شخص مـدمـر ، ابدأ بدلاً من ذلك بالتفكير إلى أين يمكن أن تصل إذا تخليت عنها ، تلك الكلمة « مغالطة » تعبر عن الأمر برمته.
- لاحظ التعزيزات المتقطعة : أظهر بحث بي إف سكينر ثلاثة فئران جائعة جداً كل منها في قفصها الخاص مع رافعة توصل الطعام عند الضغط عليها ، في القفص الأول تقدم الرافعة الطعام باستمرار وبناء على هذا المفـهـوم اسـتـمـر الـفـأر الأول فـيـمـا يقـوم بـه . في القفص الثـانـي لـم تقـدم الـرافـعـة الـطعـام أبدأ ؛ ذلـك الـفـأر استوعب الدرس ولم يعد يهتم . في القفص الثالث تعمل الرافعة بشكل عشوائي لذا كان الفأر يركز نظره ويحدق بها وكـان مـدمنا عليـهـا بشكل كامل ويندفع باتجاه الـرافـعـة باستمرار ؛ هذه هي التعزيزات المتقطعة . للأسف هذا يحدث في العلاقات الإنسانية أيضاً ، عندمـا يقـوم شخص مـدمـر بشيء لطيف ، يقفز قلبك من الفرحة ويرتفع مستوى تفاؤلك بشدة وتفكر قائلاً : « نحن أمام منعطف في العلاقة » ، وبهذا يحتجزك لفترة أطول تماماً مثل ذلك الفأر . أجل ، « من حين لآخر » لا تعبر عن نمط الشخص عليك أن تتذكر هذا.
- دافع عن تلك الحدود أوضع استراتيجية إنهاء إذا كـان الشخص المدمـر شـخـصـاً لا يمكنك تجنب الـتـواصـل معـه ، ضع حدوداً للتعامل ونوع التواصل الذي سوف تحظى به ، كثيراً ما يواجه الأشخاص ذوي نمط التعلق غير الآمن مشاكل في إدراك ماهية الحدود الصحية ولا يعرفون دائماً كيف يفاوضون للحفاظ عليها ، لست بحاجة لأن تكون فظاً أو وقحاً أو اتـهـامـيـاً ، في الواقع من المهم ألا تكون كذلك ، وإنما عليك أن تكون حازماً وصارماً ، إذا كان الأمر يتعلق بحالة عمل ، الجأ للطرق المناسبة وقم بتسجيل ذلك خطياً ، قد تقول لزميل عمل : « لا بأس بالنقد ولكني أفضل ألا تجعل الانتقادات شـخـصـيـة ، إن وزني الزائد لا علاقة له بأدائي » ، أو أن تقـولـي لحـماتك التي تهزأ بك : « أنا آسفة ولكن هذا ليس مضحكاً ، قد لا أكون ربة المنزل الأكـثـر تنظيماً ، ولكن عائلتي تبدو في أحسن حال مع ذلك » ، بالنسبة للأشخاص المدمرين الآخرين يمكنك في نهاية المطاف أن تخرجهم من حياتك ؛ ضع استراتيجية للإنهاء..
- توقع طعنة في الظهر أو انتقام ، من المرجح أن الشخص المدمـر فـي حـيـاتـك لديه « استثماره » الخاص في تواصله معك ، فهو يحب التحكم بك ، أو هي تحب شـعـور الـرفـعـة الـذي تشـعـره مـن خـلال سيطرتها عليك ، لذا وبمجرد أن تبدأ بوضع الحدود ومواجهة الشخص ، لا تتوقع منه أن يتوقف عن تصـرفـه من تلقاء نفسه ، من المحتمل أنه أو أنها سيضاعف جهوده للحفاظ على آلـيـة مـا يجـري عن طريق الـتـلاعب بعقلك أو نشـر الشائعات عنك لينتصر عليك.
- لا تعتبر السلوك السيئ أمراً طبيعياً هذا الأمر مهم بشكل خاص فيما إذا كنت في خضم علاقة مدمرة لفترة طويلة أو أنك نشأت مع أشخاص كانوا يسـتـخـدمـون الكلمات كالأسلحة ، قد يكونوا أهانوك أو همشوك أو رفضوك أنت أو فرد آخر من العائلة ومن ثم برروا سلوكهم منطقياً بقول « إنها مجرد كلمات » ، منكرين أنهم قد قالوا ذلك أساسا ( نوع من التلاعب بعقلك ) أو أكدوا على أن المشكلة الحقيقية كانت حساسيتك ، إن رفضهم إجابتك أو تجـاهلك هو أيضـاً سلوك مـسيء من النوع الصامت ، من الواضح للجميع بأن الكذب مـدمـر ، والأمر مشابه عند قول حقائق جزئية أو نسخة منقحة بعناية من الأحداث ، ومن ثم عندما يواجهون التحدي يلومونك لعدم طرحك الأسئلة الصحيحة ، ( كانت هذه خدعة يستخدمها شخص مدمر عرفته وكان أيضاً محامياً ) ، وخلاصة القول إن الإساءة العاطفية واللفظية غير مقبولة على الإطلاق.
من كتاب ٤٤ مذهل
بقلم : بيغ ستريب