anyquizi logo

الأطفال ولغات الحب

الأطفال ولغات الحب

الأطفال ولغات الحب


هل ينطبق مفهوم لغات الحب على الأطفال ؟ دائماً ما يتم توجيه هذا السؤال لي من قبل الأشخاص الذين يحضرون ندواتي حول الحياة الزوجية ، وإجابتي القاطعة هي نعم ، وعندما يكون الأطفال صغاراً ، لا يمكنك معرفة لغاتهم الأساسية للحب ؛ ولذلك ، استعمل لغات الحب الخمس ، ومن ثم يمكنك أن تصل إليها ، ولكن إذا قمت بملاحظة سلوكياتهم ، يمكنك أن تصل إليها في وقت أسرع .

يبلغ " بوبي " من العمر ستة أعوام ، وعندما يعود والده من العمل ، يقفز " بوبي " في حجره ، ويمد يده ويعبث في شعر والده ، فما الذي يقوله " بوبي " لوالده من خلال ذلك ؟ " أريد أن يلمسنى أحد ما " ، فهو يلمس والده ؛ لأنه يحب أن يلمسه الأشخاص الآخـرون ، وأرجـع الاحتمالات أن لغـة " بوبـي " الأساسيـة للحب هـي " الاتصال البدني " .

أعوام ويعيش " باتريك " في البيت المجاور لـ " بوبي " ، ويبلغ من العمر خمسة ونصف العام ، وهما رفيقان في اللعب ، ولكن والد " باتريك " يواجه سيناريو مختلفا عندما يعود من عمله إلى البيت ، يقول " باتريك " بحماس : " تعال إلى هنا يأبى ، فأنا أريد أن أريك شيئا ما ، تعال إلى هنا " . فيقـول والـده : " أمهلني دقيقة واحدة يا " باتريك " ، أريد أن أتفحص بعض الأوراق " .

ويغادر " باتريك " في الحال ولكنه يعود بعد خمس عشرة ثانية ، ويقول : " أبي ، تعال إلى غرفتي ، أريد أن أريك شيئاً ما الآن ، أريد أن أريك شيئاً ما الآن يا أبي " . ويرد عليه والده : " أمهلني دقيقة فقط يابني ، دعنى أنه قراءتي " . وتنادى عليه والدته وهو يغادر مسرعاً ، وتقول له إن والده متعب وترجوه أن يتركه لبضع دقائق حتى ينهى قراءة أوراقه ، ويقول لها " باتريك " : " ولكني كنت أريد أن أريه ما صنعته " .

فتقول له والدته : " أعرف ، ولكن اترك والدك يقرأ لبضع دقائق " .

وبعد ستين ثانية ، عاد " باتريك " إلى والده وبدلا من أن يقول أي شيء ، أخذ أوراق والده وهو يضحك ، فقال له والده : " ماذا تفعل يا " باتريك " ؟ " .

فقال باتريك " : " أريدك أن تأتى إلى حجرتي يا أبي ، فأنا أريد أن أريك ما صنعته " . ما الذي يطلبه " باتريك " ؟ إنه يريد " تكريس الوقت " ، يريد أن يحصل على انتباه والده بالكامل ، ولن يتوقف حتى يحصل عليه ، حتى لو اضطر أن يخلق ثورة .

إذا كان طفلك يصنع هدايا دائماً من أجلك ، ويلفها ، ويعطيها لك وابتسامة الحبور تظهر في عينيه ، فأرجع الظن أن لغة الحب الأساسية لطفلك هي " تبادل الهدايا " ، فهو يعطيك ؛ لأنه يرغب في أن يتسلم منك ، فإذا لاحظت أن ابنك أو ابنتك يحاولان دائماً مساعدة أخيهما الصغير أو أختهما الصغيرة ، فربما يعنى هذا أن لغته أو لغتها الأساسية للحب هي " الأعمال الخدمية " ، وإذا كانا يخبراك دائما كم تبدو رائعاً ، وكيف أنك أب رائع أو أم رائعة ، وكيف أنك تجيد عملك ، فهذا يشير إلى أن لغته أو لغتها الأساسية للحب هي " كلمات التشجيع " .

وكل هذا في مستوى ما دون الوعى من طفلك ، أي أن الطفل لا يفكر في ذلك بشكل واع ، كأن يقول : " إذا أعطيت لوالدي هدية ؛ فإنهما سيعطياني هدية ، وإذا لمستهما ؛ فسيلمسانني " ، ولكن الذي يحرك سلوكه هو رغباته العاطفية الخاصة ، وربما يكون قد تعلم من خلال التجربة أنه عندما يقول أو يفعل أشياء معينة ، فإنه بالمثل سيحصل على ردود معينة من والديه ، وهكذا فإنه يفعل ما يؤدى إلى تلبية احتياجاته العاطفية الخاصة ، وإذا سار كل شيء على ما يرام وتم تلبية احتياجاته العاطفية ؛ ينمو الأطفال ليصبحوا أ أشخاصاً بالغين يشعرون بالمسئولية ، أما إذا لم تلبي احتياجاتهم العاطفية ؛ فريما يتعدون المعايير المقبولة ، ويعبرون عن غضبهم لوالديهم الذين لم يلبوا احتياجاتهم ، وسيبحثون عن الحب في أماكن غير مناسبة .

يقول الطبيب النفسي الدكتور " روس كاميل " ، والذي أخبرني لأول مرة عن خزان الحب : " إنه خلال السنوات العديدة التي قضاها في علاج المراهقين الذين مروا بسوء سلوك جنسي ، لم يقابل مراهقاً قد لبى والداه حاجاته العاطفية للحب وكانت وجهة نظره أن معظم حالات سوء السلوك الجنسي يرجع سببها إلى خزان الحب الفارغ " .

هل لاحظت هذا في مجتمعك ؟ يفر المراهق من البيت ، ويقلب الآباء أكفهم ، ويقولون : " كيف يمكنه أن يفعل هذا بنا بعد كل ما فعلناه من أجله ؟ " ، ولكن المراهق الآن على بعد ستين ميلا من مكتب أحد الاستشاريين ، ويقول له : " إن والدي لا يحبانني ، ولم يحباني أبدأ ؛ إنهما يحبان أخي ، ولكنهما لا يحبانني " ، فهل والدا هذا المراهق يحبانه حقاً ؟ إنهما يحبانه أيضاً بالفعل في معظم الحالات إذن ، فما المشكلة ؟

أرجح الاحتمالات في هذا أن الوالدين لم يتعلما كيفية توصيل الحب باللغة التي يمكن للطفل أن يفهمها . ربما أمكنهما شراء قفازي كرة ودراجة لإظهار حبهما ، ولكن الطفل كان يصرخ ويقول : " ألا يلعب أحد ما معي ؟ ألا يذهب معي أحد في نزهة بالدراجة ؟ " ، وربما يكون الفرق بين شراء قفازي الكرة ولعب الكرة مع الطفل هو الفرق بين خزان الحب الممتلئ والخزان الفارغ ، يمكن للآباء أن يحبوا أبناءهم بصدق ( ومعظمهم يفعلون ذلك ) ، ولكن الصدق وحده لا يكفي ، ينبغي لنا أن نتعلم كيف نتحدث لغة الحب الأساسية لأطفالنا ، إذا كنا نريد أن نلبي حاجتهم العاطفية للحب .

كلمـات التشجيع

يقول الآباء الكثير من العبارات التأكيدية بشكل نمطى عندما يكون الأطفال صغاراً ، وحتى قبل أن يفهم الطفل التواصل القولي ، يقول الآباء : " ما أجمل هذا الأنف ! وما أجمل هذه العيون ! وما أشد تموج هذا الشعر ! " وغيرها ، وعندما يبدأ الطفل في الحبو ، نهلل لكل حركة يقوم بها ، ونقول له " كلمات تشجيعية " ، وعندما يبدأ بالمشى ويقف وهو يمسك في الأريكة بإحدى يديه ، نقف على بعد قدمين منه ونقول : " هيا ، هيا ، هيا ، هذا صحيح ، امش ، نعم بهذه الطريقة ، امش " ، وعندما يسير الطفل نصف خطوة ويسقط على الأرض ، فماذا نقول ؟ لا نقول حينها : " أيها الطفل الغبي ، ألا تستطيع أن تمشي ؟ " ، بل إننا نقول : " مرحى ! لقد أحسنت " ؛ ولهذا يقف ويحاول مرة أخرى .

لماذا تتحول " كلمات التشجيع " التي نوجهها لأطفالنا إلى كلمات إدانة كلما كبروا ؟ فعندما يبلغ الطفل السابعة ، نذهب إلى غرفته ونطلب منه أن يضع لعبة في صندوق اللعب ، وتكون هناك اثنتا عشرة لعبة ملقاة على الأرض ، ونعود بعد خمس دقائق لنجد أنه وضع سبع لعب فقط في الصندوق ، فماذا نقول ؟ " لقد قلت لك أن تضع هذه اللعب في الصندوق ، وإذا لم تفعل هذا ، فإننى سوف --- " ، ماذا عن اللعب السبع الموجودة في الصندوق ؟ ولم لا نقول : " مرحى ! لقد وضعت لعب في الصندوق يا " جوني " ، هذا شيء رائع " ، ومن المحتمل أن تضع اللعب الخمس الأخرى في الصندوق ، وكلما كبر الطفل ، نميل لأن ننكر عليه إخفاقه أكثر من أن نمدحه لما حققه من نجاحات .

وبالنسبة للطفل الذي لغته الأساسية للحب هي " كلمات التشجيع " ، فإن كلماتنا السلبية والنقدية والأمرية ستدخل الرعب على نفسه ، فالمئات من الأشخاص الذين يبلغون من العمر خمسة وثلاثين عاما لا يزالون يسمعون كلمات الإدانة التي قيلت لهم منذ عشرين عاماً تدوي في آذانهم : مثل " أنت سمين جدا ؛ ولهذا لم يواعدك أي شخص " و " إنك لست طالباً ، ومن الممكن أن يتم فصلك من المدرسة " ، و " لم أكن أعتقد أنك غبي لهذه الدرجة " ، و " إنك شخص غير مسئول ، ولن تستطيع تحقيق أي شيء " ، ويدافع الأشخاص البالغون عن احترامهم لذواتهم ، ويشعرون بأنهم غير محبوبين طيلة حياتهم عندما تنتهك لغتهم الأساسية للحب بمثل هذه الطريقة القاسية .

تكريـس الوقـت

إن تكريس الوقت يعني أن تعطى الطفل انتباهك الكامل ، وهذا يعني بالنسبة للطفل أن تجلس على الأرض وتدحرج له الكرة ويدحرجها لك ، إننا نتحدث عن اللعب بالعربات والدمى ، واللعب بصندوق الرمال وبناء القلاع ، والدخول في عالمه ، وفعل بعض الأشياء معه ، فربما تكون أنت تعيش في عالم الكمبيوتر ، ولكن طفلك يعيش في عالم الأطفال ، ولابد أن تنزل إلى مستوى الطفل إذا كنت تريد أن تقوده في النهاية إلى عالم البالغين .

وبينما يكبر الطفل وينمى اهتماماته ، ينبغي لك أن تشاركه هذه الاهتمامات إن كنت تود تلبية احتياجاته ، إذا كان مهتماً بكرة السلة ، فاهتم بكرة السلة ، واقض بعض الوقت في لعب كرة السلة معه ، واصطحبه إلى مباريات كرة السلة ، وإذا كان مهتماً بالعزف على البيانو ، فربما يكون بإمكانك أن تحضر بعض الحصص في تعلم البيانو ، أو على الأقل تنصت باهتمام بالغ إلى جزء من فترة تدريبه ، فإعطاء الطفل اهتمامك بالكامل يخبره بأنك تهتم لأمره ، وأنه مهم لك ، وأنك تستمتع بالوقت الذي تكون فيه معه .

ولا يتذكر معظم الأشخاص البالغين ، عندما يسترجعون طفولتهم ، الكثير مما قاله والداهم ، ولكنهم يتذكرون ما فعلوه ، وقد قال لي أحد الأشخاص البالغين : " لا أتذكر أن والدي فوت إحدى مبارياتي في المرحلة الثانوية ، وكنت أعلم أنه مهتم بما أفعله " ، وقد كان " تكريس الوقت " بالنسبة لهذا الشخص البالغ في غاية الأهمية كموصل للحب ، فإذا كان " تكريس الوقت " هو لغة الحب الأساسية لطفلك ، وأنت تتحدث هذه اللغة ، فالأرجح أنه سيسمح لك بقضاء وقت خاص معه حتى خلال سنوات المراهقة ، وإذا لم تكن تكرس له بعضاً من وقتك في سنوات طفولته ، فمن المحتمل سیسعی للفت انتباه أقرانه خلال سنوات المراهقة ويعرض عن والديه اللذين يحتمل أن يكونا راغبين بشدة في قضاء وقت أكثر مع أطفالهما .

تبادل الهدايا

يتحدث العديد من الآباء والأجداد لغة الهدايا بكثرة ، وفي الحقيقة ، عندما يذهب أحد الأشخاص لأحد متاجر بيع الألعاب يتعجب أن يرى أن الآباء يعتقدون أن هذه هي اللغة الوحيدة للحب ، فعندما يمتلك الآباء بعض المال ، فإنهم يميلون لأن يشتروا لأطفالهم العديد من الهدايا ، ويعتقد بعض الآباء أن هذه هي أفضل طريقة للتعبير عن حبهم ، ويحاول بعض الآباء أن يفعلوا لأولادهم ما لم يستطع آباؤهم فعله من أجلهم ، ويقومون بشراء الأشياء التي كانوا يتمنون أن يمتلكوها وهم صغار ، ولكن إذا لم تكن هذه هي اللغة الأساسية للطفل ، فربما لا تعني له الهدايا الكثير من الناحية العاطفية ، وتكون نوايا الوالدين طيبة ، ولكنهما لا يلبيان احتياجات الطفل بإعطائه الهدايا . إذا كان الطفل ينحى الهدايا التي جلبتها له جانباً ، ونادرا ما يقول لك " شكراً " ، ولا يبدى اهتماماً بهذه الهدايا ، ولا يقدرها ، فالأرجح أن " تبادل الهدايا " ليست لغته الأساسية للحب ، وعلى النقيض ، إذا كان الطفل يستجيب لك ويشكرك كثيراً على الهدية ويريها للآخرين ، ويخبرهم كم أنت رائع لجلبك هذه الهدية من أجله ، وإذا كان يهتم بالهدية ويضعها في مكان ظاهر في حجرته ، وينظفها ، ويلعب بها لفترة كبيرة ، فمن المحتمل أن تكون لغته الأساسية للحب هي " تبادل الهدايا " .

وماذا إذا كانت لغة الحب الأساسية لطفلك هي " تبادل الهدايا " ، ولكنك لا تستطيع توفير المال لشراء العديد من الهدايا ؟ في هذه الحالة ، تذكر أن المهم ليس قيمة أو جودة الهدية ، ولكن المهم هو " تفكيرك فيه " ، يمكن أن تكون الهدايا مصنوعة يدوياً ، وأحياناً يقدر الطفل هذه الهدية أكثر من الهدية غالية الثمن التي تمت صناعتها في إحدى شركات لعب الأطفال ، وفي الحقيقة ، فإن الأطفال الأصغر سناً يلعبون بصندوق اللعبة أكثر من اللعبة التي كانت فيه ، ويمكنك أن تجد ألعاباً مهملة وتعيد تصنيعها ، ويمكن أن تكون عملية إعادة التصنيع مشروعاً يشترك فيه الوالدان والطفل ، فلا تحتاج بالضرورة إلى أن يكون لديك الكثير من المال لتوفر لطفلك بعض الهدايا .

الأعمال الخدمية

عندما يكون الأطفال صغاراً ، يقوم الآباء بعمل الكثير من " الأعمال الخدمية " من أجل أبنائهم ، وإذا لم يفعلوا ذلك ، ربما يموت الطفل ، والأشياء مثل الاستحمام والتغذية والملابس تتطلب قدراً كبيراً من العمل خلال السنوات الأولى من عمر الطفل ، ثم يأتي بعد هذا الطهى وغسل الملابس وكيها ، ويعقب هذا إعداد الوجبات واستئجار خدمة تاكسي والمساعدة في الفروض الدراسية ، وتؤخذ تلك الأمور على أنها أشياء مسلم بها من وجهة نظر العديد من الأطفال ، ولكن يعتبرها بعض الأطفال الآخرين موصلات للحب .

إذا كان طفلك دائماً يعبر عن تقديره للأعمال الخدمية العادية ، فهذا يدل على أنها مهمة من الناحية العاطفية بالنسبة له ، فأعمالك الخدمية توصل الحب بطريقة ذات معنى ، فعندما تساعده في مشروع العلوم ، فهذا يتضمن معنى أكبر من كونه سيحصل على درجات أعلى ، إنه يعني أن " والدي يحبانني " ، وعندما تصلح له الدراجة ، فهذا يحمل في طياته معنى أكبر من أنك تساعده في ركوبها مرة أخرى ، إنك بهذا تجعل خزان الحب لديه ممتلئاً ، وإذا كان طفلك يعرض عليك مساعدته باستمرار في المشاريع المتعلقة بعملك ، فيحتمل أنه يعتقد أن هذه هي الطريقة للتعبير عن الحب ، وأغلب الظن أن " الأعمال الخدمية " هي لغته الأساسية للحب.

الاتصال البدني

لقد علمنا منذ أمد بعيد أن " الاتصال البدني " أحد الموصلات العاطفية للأطفال ، وقد أظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين يتم التواصل معهم باليد غالباً ما ينمون من الناحية العاطفية بشكل أفضل من الأطفال الذين لا يحدث معهم ذلك ، والأمر الطبيعي بالنسبة للآباء والأشخاص البالغين الآخرين أنهم يمسكون الطفل الصغير ويحملونه ويعانقونه ويقبلونه ويضمونه بشدة ، ويتحدثون إليه بكلمات ساذجة ؛ فيشعر الطفل بالحب قبل أن يعرف معنى هذه الكلمة بفترة طويلة ، فالعناق والتقبيل والربت وتشابك الأيدى كلها وسائل لتوصيل الحب للطفل ، وربما لا يقدر ولدك المراهق مثل هذه الأشياء في وجود أقرانه ، ولكن هذا لا يعني أنه لا يحب التواصل بدنيا ، ولاسيما إذا كانت هذه هي لغة الحب الأساسية له .

إذا كان ولدك المراهق معتاداً على أن يأتي من خلفك ويشد ذراعيك من الخلف ويضغط عليك برفق ، أو يمسك بكاحلك وأنت تمر بالحجرة ويجعلك تقع على الأرض ( تتعثر ) ، فهذه الأشياء كلها تعد إشارات إلى أن " الاتصال البدني " مهم بالنسبة له .

لاحظ أطفالك ، وشاهد كيف يعبرون عن الحب للآخرين ؛ فهذا هو المفتاح لمعرفة لغتهم للحب ، وانتبه للأشياء التي يطلبونها منك ؛ ففي كثير من الأحيان ستجد أن ما يطلبونه يتوافق مع لغاتهم الخاصة للحب ، ولاحظ أيضاً الأشياء التي يعطون لها تقديراً كبيراً ؛ فالأرجح أن هذه الأشياء إشارات للغات الحب الأساسية لهم .

إن لغة الحب الأساسية لابنتنا هي " تكريس الوقت " ؛ ولهذا ، بينما كانت تكبر في العمر ، اعتدت أنا وهي أن نخرج في نزهة معا ، وعندما كانت في المرحلة الثانوية في أكاديمية سالم وهي واحدة من أقدم أكاديميات البنات في البلاد اعتدنا أن نتمشى " في الأماكن الرائعة المحيطة بأكاديمية سالم العتيقة ؛ فالمورفيون morvians أعادوا للقرية والتي يرجع تاريخ بنائها لأكثر من مائتي عام رونقها ؛ فالتنزه في الشوارع المرصوفة بالحصى يعيد المرء إلى عصر البساطة ، ويعطى التنزه في المقابر القديمة المرء إحساساً بحقائق الحياة والموت ، وخلال تلك السنوات ، كنا نتنزه ثلاث مرات أسبوعيا في فترة الظهيرة ، وتدور بيننا مناقشات طويلة في ذلك المكان البسيط ، إنها طبيبة بشرية الآن ، ورغم هذا ، فعندما تعود للبيت غالباً ما تقول لي : " هل تود الخروج في نزهة يا أبي ؟ " ، ولم أرفض دعوتها قط ذات مرة .

ولكن ابني لم يخرج معي في نزهة أبدأ ؛ فهو يقول : " إن الخروج في نزهة شيء غبي ، فبتنزهك هذا لا تذهب إلى أي مكان ، إذا كنت ذاهبا إلى مكان ما ، فهيا بنا ".

إن " تكريس الوقت " ليست لغته الأساسية للحب ، ونحن كآباء غالباً ما تعامل أولادنا جميعاً بنفس الطريقة ؛ فنذهب إلى المؤتمرات التي تقام حول تنشئة الأطفال ، ونقرأ الكتب حول هذا الأمر ، ونعرف بعض الأفكار الرائعة ، ونريد أن نعود إلى البيت ونطبقها على كل طفل ، والمشكلة تكمن في أن كل طفل يختلف عن الآخر ، وما يوصل الحب لطفل ما ليس بالضرورة يوصله لآخر ، وعلى هذا فإن إجبار طفل على التنزه معك ؛ حتى تتمكنا من قضاء وقت خاص معاً لن يعبر له عن حبك له ، فينبغي علينا أن نتحدث لغة الحب الخاصة بأطفالنا إن كنا نود أن يشعروا بأنهم محبوبون .

أعتقد أن معظم الآباء يحبون أبناءهم بحق ، ولكنني أعتقد أيضا أن الآلاف من الآباء قد فشلوا في التعبير عن حبهم باللغة المناسبة ، وأن آلاف الأطفال في أرجاء البلاد يعيشون بخران عاطفى خاو ، كما أعتقد أن معظم السلوكيات السيئة التي تصدر عن الأطفال وكذلك المراهقين يمكن عزوها لخزانات الحب الفارغة .

لا يفوت الوقت أبدأ للتعبير عن الحب ، إذا كان أطفالك قد كبروا ، وأدركت أنك كنت تتحدث لغة الحب الخاطئة ، فلم لا تخبرهم ؟ يمكنك أن تقول : " أتعرف لقد كنت أقرأ كتاباً حول كيفية التعبير عن الحب ، وأدركت أنني لم أكن أعبر عن حبى لك بالطريقة المثلى خلال السنوات الماضية ، وقد حاولت أن أظهر حبي لك ، ولكني أدركت الآن أن هذه الأشياء ربما لم تعبر لك عن حبى ، وأن لغتك للحب ربما تكون شيئاً مختلفاً تماماً ، وبدأت أفكر في أن لغتك للحب ربما تكون -- ، وأريدك أن تعرف أنني أحبك حقاً ، وأتمنى أن أعبر لك عن حبي لك ، في المستقبل ، بطرق أفضل " ، وربما يمكنك أن تشرح له لغات الحب الخمس ، وتناقش من خلال لغتك للحب معهم وكذلك لغاتهم .

ربما لا تشعر بأنك محبوب من قبل ابنك الأكبر ، فإذا كانوا قد كبروا بما يكفى لأن يدركوا مفهوم لغات الحب ، فيمكن أن تكون مناقشتك معهم صريحة ، وربما تندهش من استعدادهم للبدء في التحدث بلغة الحب الخاصة بك ، وإذا فعلوا ذلك ، ستندهش أيضاً من الطريقة التي ستبدأ بها مشاعرك وعواطفك تجاههم في التغير ، فعندما يبدأ كل فرد في العائلة بالتحدث بلغات الحب الخاصة بالأفراد الآخرين ، يتحسّن الجو العاطفي للأسرة بشكل كبير.

من كتاب لغات الحب الخمسة

عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر
تابعنا على الفيسبوك تابعنا على تلغرام

إختبارات قد تعجبك