anyquizi logo

اجعلهم حرسا لك

  اجعلهم حرسا لك

اجعلهم حرسا لك


قرأت لصاحب الأدب الصغير : ( على العاقل أن يؤنس ذوي الألباب بنفسـه ويجرئهم عليها ، حتى يصيروا حرسا على سمعه وبصره ورأيه ، فيستنيم إلى ذلـك ، ويريح له قلبه ، ويعلم أنهم لا يغفلون عنه إذا هو غفل عن نفسه ) ا . هـ .

فقلت :

المقصود بالعاقل في هذا الموضوع : هو الذي يبحث عن الحقيقـة والطريـق المستقيم ولا يهمه غير ذلك ليحصل على الأجر والثـواب مـن رب الأربـاب والمقصود بذوي الألباب هم جماعة من الناس وهبهم الله الحكمة وهداهم للفكـر الصحيح فهم أذكياء مفكرون ، واللب هو العقل والقلب ، وهنا لابد للعاقل مرافقة هؤلاء وترك سفهاء الناس الذين لا ينصحون ولا يعلمون ولا يتعلمون ، فإن كنـت عاقلا تحريت صاحب العقل والمشورة وصاحبته ولزمت بابه ، وبهذا تستغني عـن السفهاء الذين بالأصل وجودهم يرفع الأسعار ويوجب الازدحام في الديار .

وبعد ذلك لابد للعاقل أن يجرئ هؤلاء الصحاب عليه والمقصود ان يجعلهم لا يخافونه ولا يهابونه والغاية من ذلك حتى لا يصمتون عنه إذا أخطأ ، ويستحيون منه أو يهابونه.

وفي ذلك ينبغي أن نرحب بالنصيحة دوما ولا نظهر الغضب لأن هـذا يجعل العقلاء لا يكترثون بنا إن غضبنا على كل نصيحة يهبوها لنا ، فيقولون عندما يرون منا الخطأ ( هذا فلان لا تنصحوه فهو يغضب وو .. ) لذلك حثنـا صـاحب الأدب على تقبل النصيحة بطريقة جميلة ، وهي أن تجرئ علينا العقلاء من الناس فلا يستحيون منا ولا يخافون ..فمتى وجدوا عيبا فينا نصحونا و لم يخشـوا غضبنا ، وبذلك يصبحوا حرسا علينا ، إن أخطأنا قالوا خطأ وهذه الحال لا يصل إليها الملوك والسلاطين لأن هيبتهم وخوف الناصح لهم جعلهم يستمرون بالخطأ لعدم وجـود الناصح .. الذي يتجرأ على نصحهم ..

من كتاب مهارات الحياة
للكاتب ابراهيم الشملان


عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر
تابعنا على الفيسبوك تابعنا على تلغرام