قوة كلماتنا
كانت فيكي البالغة من العـمـر خمسة عشر عاماً ومايكل هاينز البالغ أحد عشر عاماً مثل معظم الأشـقـاء والـشـقـيـقـات ، يقـودان بعضهما بعضاً إلى الجنون ، ويعلم كلاهما تماماً ما الذي يثير غضب الآخر . تسترجع فيكي ذكرياتها : « لقد كنا نتشاجر كما القطط والكلاب ، وبالأخص لدى غياب والدينا . كان مايكل دوماً يتدخل في أشيائي ويقتحم غرفتي ، فكما تعلم لقد كان مجرد شقيق صغير نموذجي . » عادة ما كان يذهب كل منهما في طريقه منفرداً ، ولكن ذات يوم مشمس قررا السير معاً إلى متجر - مارت- بالقرب من منزلهما.
بدأا بالسير على الطريق الترابي ، ومايكل يثير غـيـوماً من الغبار على إثر ركله الصخور على امتداد الطريق . كـان يثرثر بلا توقف ، ولأول مرة أصغت فيكي حقاً إليه ، نظرت إلى وجهه المنمش وخصلات الشعر المنسدلة على جبينه ، وعيناه اللتـان كـانـتـا تلـمـعـان وهو يضحك ، ولفتها ذلك . لقد كان حقاً شقيقاً صغيراً رائعاً ، فالطريقة التي كان يعـبـر بـهـا عن نفـسـه ، مع حس الفكاهة لديه ، وشخصيته الاجتماعية كلها كانت تبشر بالشاب المميز الذي يصبح عليه أوقفته قائلة : « مايكل ، أود أن أخبرك أمراً ، أنت أفضل شـقـيـق في الـعـالـم ، وأنا محظوظة حـقـاً لأنك شـقـيـقي الصغير ، أردتك فقط أن تعلم هذا . » عانقته ، ثم تابع الاثنان مسيرهما ، ونسيا هذه الكلمات وهما يستعرضان المعروضات في المتجر .
بعد يومين ، توفي مايكل في حادث تذكرت فيكي تلك الكلمات التي قالتها لشقيقها وامتنت لانتهازها الفرصة لإخباره كم كان مميزاً بالنسبة لها قبل فوات الأوان.
من كتاب ٤٤ مذهل
بقلم : ميشيل كوكس وجون بیرودن