الإدارة والعمل عن بعد
في شركتنا السابقة كان لدينا فريق صغير يعمل عن بعـد ، كنا نجتمع عدة مرات في الشـهـر وفـيـمـا عـدا ذلك اعتمدنا البريد الإلكتروني والمكالمات لنبقى على تواصل.
كانت هذه طريقة رائعة للسماح للجميع بأن يكونوا أكثر كفاءة وتركيزاً في عملهم . لسوء الحظ خلق هذا الوضع أيضاً ثغرات في الإدارة . إذ بمرور الوقت لاحظنا أنا ومدير آخر أن إحدى أفضل أعضاء فريقنا بدت وكأنها غير منخرطة في العمل ، لم تعد تعمل بنفس الحماس ولم تعد تضع لمستها الإضافية على عملهما التي اعتدنا أن نراها سابقاً.
في اجتماع ثنائي مع مديرها ناقشنا عملها مؤخراً . هل يجب أن ندعها تترك العمل ؟ ما الذي حدث ؟ لم يكن أحد منا يعرف الجواب . إدراك الحقيقة ، نقص في التواصل الفعلي مع إسـتـمـرارنا بالكلام أدركنا أن كـلانا فـشل في التواصل معها . لقد مرت شهور بالفعل منذ أن قام أحدنا بأي تواصل معها . نظراً لإدراكنا أن تراجع نوعـيـة عـمـلـهـا ربما يكون خطأنا فحسب ، تحملت المسؤوليـة . تواصلت مـعـهـا وفي الحال جدولت اجتماعاً ثنائياً ، وأنا مسرور للغاية أنني فعلت ذلك لقد بدأت الاجتماع الثنائي بالاعتذار لكوني لم أكن على تواصل معها في الفترة الماضية ، ثم بدأنا التحدث عن كيف كان أداؤها . حينها اكتشفت أن اهتماماتها قد تغيرت وأنها تريد إجراء بعض التغييرات الصغيرة على دورها الوظيفي . كما أصبح لديها الآن أهداف مختلفة على المدى الطويل أيضاً ، لذلك فإن ما اعتقدنا أنه كان مهمات عظيمة تعزز أهدافها كان في الواقع خاطئاً . الأمر الأكثر إدهاشا بالنسبة لي فيما بعد هو مدى سرعة تحول الأمور ، فبعد اثنين فقط من الاجتماعات الثنائية التي استمعت إليها فيها وأجريت بعض التغييرات الصغيرة ، بدأت في إظهار حماستها السابقة وأداء عمل نوعي .
من كتاب ٤٤ مذهل