قوة تحمل المسؤولية
يقال إننا نتخطى الخط الفاصل بين الطفولة والرشـد عندما ننتقل من قـول : « لقـد ضـاعت » إلى قول : « لقد أضعتها » . في الواقع اضطلاع المرء بالمسؤوليـة وفـهـم وقـبـول الدور الذي تلعبه خياراتنا في الأشياء التي تحدث هي علامات حاسمة على النضج العاطفي والأخلاقي ، وهذا هو السبب في كون تحمل المسؤولية هي إحـدى الركائز الأساسية للشخصية الجيدة . أغوي العديد من الناس بفلسفة بيتر بان والتي تقضي برفض النضج وتجنب الأعباء التي ينطوي عليها الاضطلاع بالمسؤولية . نعم تتطلب المسؤولية في بعض الأحيان أن نفعل أشياء غير سارة أو حتى مخيفة ، إنها تتطلب منا أن نحمل أعباءنا ، وأن نعد ونضع أهدافاً ، ونمارس الانضباط لتحقيق تطلعاتنا.
لكـن فـوائد تقبل تحمل المسؤوليـة تـفـوق بكـثـيـر المزايا قصيرة الأمـد لرفض تحملهـا . لا أحد يجعل حيـاته ( أو حياتها ) أفضل من خلال تجنب تحمل المسؤولية ، في الواقع عدم تحمل المسؤولية هو شكل من أشكال العبودية التي يفرضها المرء على نفسه للظروف وللأشخاص الآخرين . المسؤولية هي قدرتنا على الاستجابة للظروف واختيار المواقف والأفعال التي ترسم شكل حياتنا ، إنها مفهوم للقوة يضعنا في مـوقـع الـقـيـادة ، وفي حـيـاتنا لا يمكننا تقـدير إمكانياتنا بشكل كامل إلا عندمـا نـبـدأ بالاضطلاع بالمسؤولية والاعتماد على الذات . لا يعتمد الأشخاص متحملو المسؤولية على أنفسهم فقط ، بل يظهرون للآخرين بأنه يمكن الاعتماد عليهم ، وهذا يولد الثقة ، والثقة هي المفتاح الذي يفتح العديد من الأبواب.
إذا كنت تريد المزيد من السيطرة على حـيـاتك وسعادتك وامتيازاتك وتريد قوة حرية واستقلالية ، كل ما عليك فعله هو أن تكون متحملا للمسؤولية.
من كتاب ٤٤ مذهل
بقلم : مايكل جوزيفسون
