الذكاء العاطفي
يتحدث الجميع دوماً عن الذكاء العاطفي ( El ) ولكن ما هو بالضبط ؟
إن أحد الجوانب المهمة للذكاء العاطفي هي المقدرة على إدراك العواطف والتحكم بها وتقـيـيـمـهـا - في ذاتنا والآخرين واستخدام تلك المعلومات بشكل مناسب . على سبيل المثال ، يمكن أن يسـاعـدك إدراكك للذكـاء العاطفي في نفسك في تنظيم وإدارة عواطفك ، في حين أن إدراكك لـعـواطف الآخـريـن قـد يؤدي بك إلى تفـهـمـهم والنجاح في علاقاتك الشخصية والمهنية على حد سواء . ونظراً لأهمية الذكاء العاطفي ، اعتقدت أنه قد يكون من المفـيـد تقـديم اسـتـعـراض عـام مـوجـز عن الموضـوع ، بالإضافة إلى العـشـر طرق لزيادة ذكائك العاطفي ، والتي نشرتها أساساً في كتابي « الثورة العاطفية ».
- لا تقاطع الموضوع أو تغيره : إذا كانت مشاعرنا غير مريحة ، فقد نرغب في تجنبها عن طريق مقاطعتها أو تشتيت انتباهنا عنها .
اجلس على الأقل مرتين في اليوم واسأل نفسك : « كيف أشعر ؟ » ، قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تظهـر المشـاعـر ، أعط نفسك تلك الفسحة الصغيرة من الزمن بلا مقاطعة. - لا تتسرع في الحكم على مشاعرك أو تعديلها : حاول ألا ترفض مـشـاعـرك قبل أن تتاح لك فـرصـة الـتـفـكـيـر فيها ، إذ أن العواطف السليمة غالباً ما ترتفع وتهبط على شكل موجة ؛ فترتفع لتصل إلى ذروتها لتتلاشى بعدها بشكل طبيعي ، ويجب ألا يكون هدفك هو قطع الموجة قبل أن تصل إلى ذروتها.
- انظر إذا كـان بإمكانك العـثـور على روابط بين مشاعرك والأوقات الأخرى التي شعرت بها بنفس الطريقة . حين تشعر بشعـور صعب اسأل نفسك : « متی شعرت بهذا الشعور سابقاً ؟ » قد يساعدك ذلك على معرفة ما إذا كانت حالتك العاطفية الحالية هي انعكاس للوضع الحالي أو لفترة أخرى في ماضيك ٤ . اربط بين مشاعرك وأفكارك : عندما تشعر بشعور غير معتاد ، من المفيد دائماً أن تسأل نفسك : « ما رأيي في هذا ؟ » ، في كثير من الأحيان يتعارض أحد مشاعرنا مع بقية المشاعر ، وهذا أمر طبيعي . إذ يشبه الإصغاء لمشاعرك الاستماع إلى جميع الشهود في قضية في المحكمة ، فقط من خلال قبول كل الأدلة سوف تتمكن من الوصول إلى أفضل حكم.
- أصغ إلى جسدك : قد يكون الانزعاج الذي تشعره في معدتك أثناء القيادة إلى العمل دليلاً على أن وظيفتك هي مصدر للتوتر ، وقد تكون دقات القلب الخفيفة حين تقل فـتـاة بدأت لـلـتـو بمواعـدتـهـا دليلاً على أن هذا قد يكون « الحب الحـقـيـقي » . في الواقع إن الإصغاء إلى تلك الأحاسيس والمشـاعـر الكامنة التي تشـيـر إلـيـهـا سيسمح لك بالتعامل مع قوى المنطق لديك.
- إذا كنت لا تعرف حقيقة مشاعرك ، اسأل شخصاً آخـر : نادراً مـا يدرك الناس أن الآخـريـن قـادرون على الحكـم علـيـهـم كـيـف يشـعـرون . اطلب من شـخص يعرفك ( وتثق به ) أن يخبرك كيف يجب أن تتصرف ؛ قد تجد الجواب مفاجئاً وملهماً في آن معاً . استمع إلى مشاعر عقلك اللاوعي : كيف يمكنك أن تصبح أكـثـر إدراكـاً لمشـاعـر عـقلك اللاوعي ؟
جـرب الارتباط الحر . عندما تكون في حالة استرخاء ، اسمح لأفكارك بـالتـجـول بـحـريـة وراقب مـسـارها . حلل أحلامك ، احتفظ بدفتر ملاحظات وقلم إلى جانب سريرك ودون أحلامك لحظة استيقاظك . انتبه بشكل خاص للأحلام المتكررة أو تلك المشحونة بالعواطف القوية. - اسأل نفسك : كيف أشعر الـيـوم ؟ ابدأ بتقييم شعورك العام بالارتياح على مقياس من واحد إلى مئة ، واكتب النتيجة بشكل يومي على سجل ، إن بدت مشاعرك مفرطة في يوم من الأيام ، خذ بعض الوقت للتـفـكـيـر في أية أفكار أو روابط يبدو أن لها علاقة بتلك المشاعر.
- اكتب الأفكار والمشاعر : أظهرت الأبحاث أن كتابة أفكارك ومـشـاعـرك يمكن أن يسـاعـد بشـدة ؛ وممارسة بسيطة كهذه قد تستغرق بضعة ساعات فقط في الأسبوع.
- معرفة متى عليك الاكتفاء : يأتي وقت يحين فيه الـتـوقف عن النظر إلى الداخل ، تعلم متى يحين هذا الوقت لتحول تركيزك إلى الخارج . إذ أظهرت الدراسات أن تشجيع الناس على الخوض في المشـاعـر السـلبـيـة يمكن أن يضخمها ، فالذكاء العاطفي لا ينطوي فقط على المقدرة على النظر إلى الداخل ، ولكن أيضـاً على أن تكون حاضراً في العالم من حولك .
« من المهم جداً أن تفـهـم أن الذكاء العاطفي ليس معاكساً للذكاء ، وليس انتصاراً للقلب على العقل ، وإنما هو تقاطع فريد بينهما.»
من كتاب ٤٤ مذهل
بقلم نورمان ي . روزنثال