ما الذي تعلمته من مشاهدة أربعة رجال يتشاجرون على منضدة
كنت جالساً في أحد المقاهي منذ بضعة أيام عندما ألتفت لأرى ثلاثة رجال مسنين يجلسون في ركن مرغوب بشدة ، وغالباً ما كنت أرى مشاجرات تندلع على هذا المكان بالذات . فالأشخاص الذين على ما يبدو أنهم كانوا يذهبون للوقوف في الطابور للحصول على طلبهم لم يكونوا ليتقبلوا وجود أشخاص جدد على طاولتهم . « هذا مكاني » صـاح الرجل قائلاً ، ثم أضـاف : « انظر لقد تركت صحيفتي هناك » قبل أن يمشي متثاقلاً ليأخذ قهوته . غـمـغـم أحـد الـرجـال : « دائـمـاً مـا نرى الصحف في المقاهي ، كيف كان من المفترض أن نعرف ؟ » ، لقد كان دفاعاً مقبولاً بما فيه الكفاية لكسب دعم أصدقائه وتبرير عدم تزحزحهم من مكانهم ، عندما عاد الرجل حاملاً قهوته لم يكن سعيدا البتة لاكتشافه أن حال منضدته لم يتغير . « تحركوا » صرخ آمراً . ما حدث بعد ذلك كان من أكثر التحولات شاعرية التي رأيتها في الفترة الأخيرة.
قال أحد الأشخاص بهدوء : « لم لا تأتي وتجلس معنا ، رفقتنا ممتعة للغاية » . . وبشكل مثير للدهشة وافق الرجل ! وخلال النصف ساعـة التـالـيـة تبادل الرجال الأربعة الأسماء والقـصص والنكات وبدا أنهم يستمتعون حقاً برفقة بعضهم بعضاً وتخلى الرجل الذي ادعى أن المكان مكانه عن حذره ، سأله الرجال أسئلة حول عمله وماضيه وحياته ، وسرعان ما أصبح واضحاً أنه لا أحد فعل ذلك منذ فترة . وفي النهاية تم إبطال موقف متوتر محتمل فقط بمجرد بذل جهد للتواصل.
من كتاب ٤٤ مذهل
بقلم : نيك ماكاروني