كيف تروي قصة
كنت أتحـدث الـيـوم مع أحد العملاء الذي كان يبلي بلاء حسناً . سألته عن خطوته التالية فيما يخص مهارات المحادثة لديه فقال إن اهتمامه منصب الآن على التحدث أمام المجموعات ، في الواقع لقد أصبح الآن شخصية قيادية ، وهذا أمر جيد . لكنه قال إن الأمور تصبح أكـثـر صـعـوبة عندما يتعلق الأمر برواية القصص ، حيث يتملكه شعـور بالضياع دون وجهة واضحة للقصة في ذهنه ، وهذه مشكلة شائعة جداً ، وأبرز أسباب هذا الشعور هو فقط عدم الإلمام بـتـراكـيـب الـقـصـة الحـواريـة ؛ لذا زودته ببعض الإرشادات وأعتقد أنه قد يكون من المفيد إعادة نشرها هنا : تشكل القصص التي تعتمد بنية ( قبل وبعد القصة ) نسبة 80 بالمئة من القصص الحوارية ، وهي على الأرجح البنية القصصية الأسهل فهماً والأكثر إمتاعاً من وجهة نظري .
وتقسم إلى ثلاثة أقسام :
١. الشعور الأولي
٢ . الحدث أو الحوار .
۳ . تغير الشعور .
وانطلاقاً من كـونـه قـد عـمل في مـصـحـة للأمـراض العقلية فقد أعطيته هذه القصة التوضيحية كمثال قد يمكنه أن يطبقه عل نفسه:
۱ . « كنت في طريقي إلى الـعـمـل وقـد تملكني شـعـور بالإحباط . كنت أتساءل في الآونة الأخيرة إذا ما كان لحياتي أي هدف أو لها أي معنى.»
٢ . لكن بعد ذلك ، أتى هذا الشخص ، وهو أحد المرضى لوح بيـده مـقـدمـاً لي زهرة كـان قـد سـرقـهـا مـن حـديقـة الأطباء قائلاً : « أمل ألا يبدو هذا غـريبـاً ، لكني أردت فقط إخبارك كم ساعدني فعلاً التحدث إليك ، وهذا كل ما لدي لأقدمه كعربون شكر أملا أنه كاف لأفيك حقك.»
٣ . « أصابني الذهول ، إذ لم أتوقع هذا أبداً ! صـافـحـتـه بحرارة بيدي الاثنتين ، بدا كل شيء وكأنه يحدث في الوقت المثالي تماماً . لم تفارقني الابتسامة طوال ذلك اليوم ، وشعرت وكأنني ممتلئ بالإثارة.»
في النهاية غالباً ما يكون الشعور في الخاتمة معاكساً تماماً للمشاعر التي تستهل بهـا الـقـصـة ، مثل عملة قلبت على الوجه الآخر .
والمغـزى بالطبع ليس اخـتـلاق قصص وهمية . فهذه ليست إلا مجرد قصة توضيحية ، لكنها تجعلنا نفهم بنية القصة ونبدأ بالنظر إلى الأحداث التي تحصل معنا من زاوية « كيف يمكنني رواية ما يحدث لي على شكل قصة ؟ » تعتبر القصة التي تعتمد بنية ( قبل وبعد القصة ) مثالية للقصص الحوارية القصيرة . نصيحة أخرى : انتبه إلى مشاعرك إزاء الأشياء التي تصادفك كل يوم ، فهذه المشاعر التي تعيشها الشخصية الرئيسية -التي هي أنت- وكيف تغيرت مع مرور الوقت هي ما يخلق العنصر الأساسي لتعاطف جمهورك وألفتهم معك ، وهذا ما يجعل قصتك مشوقة مع أطيب التمنيات ، وايني استمتعوا !
من كتاب ٤٤ مذهل
بقلم : وايني إليزي
