بقدر العطاء تأتيك العطايا
ذكروا لي قصة امرأة تعمل في العقار وأيضاً في تنسيق الملفات فجاء إليها رجل لتنسيق ملف لشركته وكان التنسيق بسيطا ولا يحتاج إلى جهد كبير. أعادت تنسيقه من جديد واستمتعت به كثيرا وصار أجمل من السابق فلمـا جـاء صاحبه ليأخذه سألها عن الثمن فأخبرته أنها استمتعت به ولا تريد مقابل ، هذا لأنهـا شعرت بالسعادة وهي تنسق ، فشكرها ورحل وبعد أيام جاء إليها بقائمـة مـن عشرات الأشخاص بأرقام هواتفهم وأسمائهم وأخبرها أن هؤلاء من الموظفين الجدد لشركته وقد أخبرهم أن هذه المرأة تعمل في العقارات فمن أراد بيتا فعليه أن يدون رقمه واسمه لأجل أن تتصل بهم ، ففرحت فرحا شديدا بهذا وأنتم تعلمون مـاهي درجة الفرح لديها إذ صار لديها الكثير من العمل وكله بسبب إحسـان وعطـاء بسيط وصدق في التقديم ، ولهذا أنت لا تدري من أين تأتيك العطايا والهـدايا إذا أحسنت إلى الناس وأعطيتهم وعاملتهم كالإخوة ، وأما إذا ضاقت عينك و لم تتسع وحسدت الناس على ما آتاهم من فضل ورزق وعاملتهم بوحشية فستكون النتيجة عكسية ، ولا ننس أنه ليس كل الناس يتوجب أن تحسن لهـم فبعضـهـم لا يستحق إحسانا ولا تواضعا ، أما المتكبرين لابد أن نتكبر عليهم حتى يعرفوا قدر أنفسهم ، ولا تحسن إلى الحاسد لأنه سيضرك بعينه ولن ترضيه .
من كتاب مهارات الحياة
للكاتب ابراهيم الشملان