مارلين مونرو والكاريزما

إن سبق لك وقابلت شخصية محبوبة ، ومع ذلك لا تستطيع شرح « لماذا » أنت معجب بها بالضبط ، فهذا يعني أنها شخصية صاحبة كاريزما . تروي خبيرة السلوك والمؤلفة أوليفيا فوكس كاباني في فيديو قصة حول أيقونة جماهيرية لربما سمعت بها : إنها مارلين مونرو .

في إحدى ساعات النهار المزدحمة ، جاءت مونرو برفقة مصور فوتوغرافي إلى محطة غراند سنترال في مدينة نيويورك ، كان المكان مكتظاً بالناس ، ورغم ذلك لم يبد أن أحـدأ تعرف على واحدة من أشهر الأشخاص في العالم . استقلت مونرو القطار بهدوء نحو المحطة التالية دون أن يلاحظها أحد . تفسر كاباني ما حصل بأن مونرو كانت تحاول أن تبرهن أمراً معيناً : « ما أرادت مارلين برهنته هو أنه بمجرد اتخاذها الـقـرار بإمكانها أن تكون إما الفاتنة الآنسة مونرو أو مجرد نورما جين بيكر العادية ( اسمها الحقيقي ) . لقد كانت نورما جين في القطار ، لكن حين عاودت الظهور على أرصـفـة نيويورك المزدحمة ، قررت أن تتحول إلى مارلين ؛ لذا ألقت نظرة على من حـولـهـا ، وسألت المصـور مـغيظة إياه : « إذا هل تريد أن تراها ؟ لمارلين ؟ » ، حينها كما قال المصور لم تقم بحركات بارزة ، بـل قـامـت فـقـط بنثـر شـعـرهـا في الـهـواء بيـديهـا واتخذت وضعية وقوف مميزة ، ومع هذا التحول البسيط ، بدت فجأة فاتنة !
أحاطت بها هالة من السحر وتوقف معها كل شيء ! حـتـى الـزمـن تـسـمـر في مكانه ، وكـذلك الأشخاص من حولها حدقوا بها بذهول بمجرد إدراكهم فجأة أن هناك نجمة تقف وسطهم . . . » ، بلا شك عـامـل الجـمـال هو في صف مارلين مونرو ، لكنها أرادت إثبات أن الكاريزما أمر تقوم بخلقه وبثه من الداخل ، وليست شيئاً يولد معك ببساطة .
ويكمن هدفك هنا في إيجاد مارلين مونرو القابعة داخل نورما جين بيكر في داخلك . إنهـا هناك ، ولكن ما عليك فعله هو العمل لتجدها .على أية حال ضع في حسبانك أنه عليك التحلي ببعض الشجاعة ، فبناء الكاريزما هو عملية تنطوي على مراقبة تصرفاتك عن كثب ، قد لا يعجبك ما تراه دوماً ، لكن لا تكن قاسياً على نفسك . فإذا راقبت ما تتوقعه من نفسك ، ستتمكن من تحديد السلوكيات التي تحتاج إلى تعديلها ، وتذكر أنت لا تقوم بتغيير من أنت ، إنك تقـوم فقط بتغيير الطريقة التي ينظر بها الناس إليك بمجرد إجراء تعديلات على طريقة تواصلك معهم .

من كتاب ٤٤ مذهل