العيون العسلية

مقدمة

نمتلك ألوانا مختلفة من العيون البعض يمتلك عيونا عسلية والبعض يمتلك عيونا خضراء أو سوداء أو البنية أو زرقاء .. لا زلت أتذكر دراستنا للصفات الوراثية في المدارس وقد رجعت إلى بعض الكتب التي تتحدث عن الصفات الوراثية للعيون فوجدت في أحدها التالي : إذا وجدت الصبغة في الطبقة الخلفية من القزحية فقط يكون لون العينين أزرقاً . وإذا وجدت الصبغة في كل من الطبقتين الخلفية والأمامية بكميات معتدلة يكون لون العينين رمادياً أو أخضراً . وإذا توفرت الصبغة بكميات كبيرة في كل الطبقتين يكون لون العين عسليا أو أسوداً .

لذلك نرى جميع الأطفال عند الولادة يكون أزرقاً ويعود السبب في ذلك إلى عدم تكون صبغة الميلانين في خلايا الطبقة الأمامية إلا بعد الولادة بفتره من الزمن ويعتبر لون العيون الزرقاء صفة متنحيه . وقبل أن أبدأ في ذكر العيون أحب أن أقول : أن الله تعالى لم يخلق شيئا عبثاً وأن الألوان لها دلالات دائماً وأن هذه الأشجار والزهور ليست فقط لأجل الزينة بل لها دور وأسباب وثمرة خلقت لأجلها ، كم مرة احتاج أحدهم إلى ملونات للجلد بعد أصابته بالبهاق فنصحوه بالأطعمة التي تحتوي على بعض المواد التي تحفز المسؤول عن اللون كالجزر وغيره .
ولو لم يكن للألوان فائدة لكان كل ما الحياة لونا واحداً وكفى .. حتى في الحالات النفسية والجسدية لكل لون طريقته كالسواد للحزن والأحمر للحب والأصفر لكذا وكذا .. لہذا ينبغي على كل من يقرأ هذه الكلمات أن یفہم أن لكل لون مدلول وأن هذه الألوان ليست عبثا في الحياة ..

صفات أصحاب العيون العسلية

العيون العسلية لها صفات مختلفة عن باقي العيون تمتلك الكثير من المزايا منها السلبي ومنها الإيجابي .. وقد انتشر في الانترنت والكتب الكثير من التفسيرات لهذه العيون لكنهم غالبا يتحدثون بشكل عام غير مقنع وربما استدلوا بالتجارب على ذلك ولهذا أحببت أن أضع رأيي في هذا وبكل دقة ولا أريد أن أضيف الكلمات وأراكمها فقط لأجل أن كتيبا أو كتابا يصبح ... في أول صفة يمتلكها صاحب العيون العسلية أنه صاحب ثقة ، أي أننا في الغالب نثق بهم إن اللون العسلي يشبه لون الشمس قبيل الغروب أو كلون العسل الحقيقي وكلاهما جدير بالثقة النفسية فالشمس دافئة والعسل حار للجسد من الداخل أي أن تناول العسل كتناول التمر يهب حرارة للجسم داخليا كما ذكره أهل الطب في الطبائع .. لهذا يمتاز أصحاب هذه العيون بمقدرتنا على الثقة بهم ، ولا يعني أن ذلك بشكل مطلق ففي الأمثال الأجنبية يقولون : الحمامة البيضاء قد تمشي مع الغراب الأسود فتبقى بيضاء لكن قلبها يمتلئ بالسواد " .. وقد يتطبع صاحب العين العسلية بمن يرافقهم ويفتقد لهذه الثقة .. لكن السبب في قولي أنهم جديرون بالثقة لأن العيون العسلية توحي بالحنان والحنون لا يمكن أن يرتكب حماقات تؤذي ولو ارتكب فإنه سيحاول كثيراً إصلاح هذا الخطأ .

وهذا يعني أننا نتحدث الآن عن صفة أخرى يمتلكها أصحاب العيون العسلية وهي الحنان ، ولا داعي لشرح الحنان أكثر من ذلك فهي بالمختصر تعني الدفء ، وهذه الصفة تجعلنا أكثر تمسكا بأصحاب العيون العسلية مع أنهم يمتلكون الكثير من الصفات السلبية لكنها تختفي بوجود الحنان الذي يمتلكونه .. قال بعض المتتبعين لصفات العيون عبر الشبكات وغيرها أن أصحابا لعيون العسلية يمتلكون روحا هادئة ومتأنية ، وأنا لا أشك بهدوئهم لكني لا أوافق في كلمة التأني ، لأن التأني يعني أن لهم صبرا طويلا وهذا يتنافى مع العصبية والتسرع الذي يمتلكونه والذي سأتحدث عنه لاحقاً ، وربما يسأل أحدكم ويقول : الهدوء يتنافى أيضا مع الغضب ، قلت : يمتلكون الهدوء في أرواحهم أي أنهم أصحاب فكرة ويعني أنهم يفضلون التفكير عقليا قبل أن يكون قلبيا ، لكنهم ينفجرون إذا وجدوا ما يغضبهم جدا ، ويفتقدون هذا التفكير وتصبح الامور أسوء لديهم ، أما في الحالة الطبيعية فہم يمتلكون هذا القدرة على التفكير فمثلاً لا يحبون أن يقيموا علاقة ثابتة وهم يعلمون أنها علاقة منتهية بالفشل لما يرونه من ظروف . صعبة لهذه العلاقة ، وعموما من وقع منهم في الحب وسقط في علاقة يراها بائسة فإن السبب في وقوعه هو حنانه وثقته فهو عندما يقول أنا أحبك لا يستطيع أن يجرح مشاعر الطرف الآخر ويكره أن يخبره بذلك ولا يستطيع أن يتراجع في هذا لكنه قد يهمله ويبتعد رويدا رويدا فإذا وجد محبوبه منه الإهمال ولم يسكت عنه تذرع بأي حجة ليرمي بالخطأ عليه أي أنه لا يريد الاعتراف بالذنب وهذا سأتحدث عنها لاحقاً . .. لهذا يتمسك به لحنانه وخوفه من جرح مشاعر محبوبه .

إنه لا أن يحبه بل لأن عقله يريد ولا يعني يغلب عاطفته فإنه ينظر إلى العواقب أكثر من نظره إلى العواطف وهنا نكتشف أن أصحاب العيون العسلية يقدمون العقل على العاطفة إلا في حالتين : الأولى الغضب والثانية الحنان .. فإن العاطفة هنا تغلب .. لهذا يستطيع المحب أن يسيطر على صاحب العين العسلية ويتغلب عليه بالحنان ، إذا أتاه من باب الحنان فإنه لن يرفض ذلك لنفرض أن الزوجة تجد زوجها صاحب العين العسلية يبتعد عنها أو يهملها ، فإنها لو احتضنته وبكت أو تظاهرت بالبكاء فإنه لن
يرفض أن يبقى بجانبها ويهدئ من روعها ، ويحسب لها هذا الحساب أي ما أسميه ابتزاز عواطف فإنه يقع بسهولة في هذا الابتزاز .. فهو لا يحب أن يرى منظر البكاء أو الحزن على عيون محبوبه ... ما يميز أصحاب العيون العسلية حبهم للشهرة والظهور لماذا ؟ الدفء الداخلي الذي تحدثت عنه في أول الكتاب يجعل من الإنسان صاحب فكرة ويحب أن يخرج من قوقعته ولا يرضى بالفشل حتى لو فشل كثيراً فإنه يسعى إلى النجاح دائما ، وغالبا ما يسعى إلى أن يكون ذا شأن كبير ، وهنا يكمن حب الظهور ، يحب أن يكون مميزاً دائماً لهذا قد تصيبه الكأبة لكنه سرعان ما يبحث عن طريقة للخروج من هذه الدائرة ( دائرة الفشل ) مما يدفعه لحب الظهور للشهرة والارتفاع والارتقاء فهذه الصفة غالبا ما يمتلكها صاحب العيون العسلية .. لكن كيف يحققون طموحاتهم وأفكارهم ؟ يحققونها بالكتمان وهنا نجد صفة أخرى من صفاتهم وهي الكتمان وهذا الكتمان يجعلهم غير واضحين لهذا تنزعج الأنثى كثيراً من صاحب العيون العسلية فهو غامض جدا لأنه كتوم ولا يتحدث كثيرا عن نفسه أو عن مشاريعه إلا البعض منها ، يحاول أن يبقي أفكاره بین عقله وقلبه لهذا لا تنزعجي لهذا الأمر فهذا لا يدل على عدم ثقته بك لكنها صفة مرتبطة بأصحاب هذه العيون لأنهم يمتلكون الكثير من الطموحات ويرغبون دائما في تحقيقها ولو كان ذلك على حساب اهمالهم لكل شيء حتى أجسادهم .. . عاطفة الحب لديهم مضبوطة على العكس من بقية العواطف فهذه العاطفة الوحيدة التي يمتلكون القدرة على ضبطها في داخلهم لهذا تجد المرأة من الرجل صاحب العيون العسلية البرود العاطفي كثيرا مع أنهم يمتلكون الحنان والحب وجديرون بالثقة لكن ذلك السبب يعود إلى حالة الملل التي يشعرون بها وكيف يحدث هذا ؟

عندما يمتلكون الكثير من الأفكار ويجدون أنها لم تتحقق لهم فإن كثرة التفكير تفقدهم المتعة في الحياة مما يسبب الملل لهذا يسعى صاحب العين العسلية دائما إلى من يجد عنده هذا الدفء والدفع المعنوي فإذا فقدت المرأة قدرتها على رفع معنوياته فإنه سرعان ما يمل حديثها وقد يقول في نفسه : ( أين أنا وأين أنت ) يقصد بكلماته هذه أنه يعيش حياته في واد آخر غير واديها فهي تطلب منه الحب والاهتمام وهو فاقد لهذا ، ولم يهتم بنفسه فكيف يهتم بغيره ، وقد قيل ( فاقد الشيء لا يعطيه ) فهو لا يهتم بطعامه وشرابه والمضغ بهدوء وربما استعجل في مضغ طعامه لأنه يجد انشغالا داخليا في نفسه وحتى الرياضة البدنية قد يهملها لما يشغل تفكيره من هموم وأفكار ..

يمتلكون العزم دائما لما يمتلكه النحل من نشاط وعزم حين يخرج العسل لكن سرعان ما يصيبهم الإحباط عندما يرون أن الحياة ضدهم أحيانا ومع هذا الاحباط فهم يمتلكون قدرة على تجديد روح العزم في داخلهم وذلك لتوقد الذكاء لديهم ، والذكاء الذي يمتلكونه يحتاج فقط لصقل ويأتي بسبب كثرة التأمل والتفكير ، وتعجب المرأة بهم لسبب آخر غير الحنان أنهم أصحاب موهبة وذكاء .. قال بعض العلماء في وصف أصحاب العيون العسلية أنهم :
" يتصفون بالعفوية والمحبة والجمال " وهذا حقيقي فهم أيضا يمتلكون مع هذه الصفات صفة الرومنسية لهذا تخيلوا ذلك : حنون محب وعاشق وجمال روحي عندما تجتمع هذه الصفات في شخص فسيكون من أكثر الاشخاص رومانسية.

بالنسبة للأناقة فهم يحبون الأناقة لكنهم لا يجيدونها إلا القيل منهم ، و بعضهم لا يمتلك مقدرة مالية لهذا لا تظهر عليه الأناقة أضيفوا إلى ذلك اهمالهم لأجسادهم نتيجة التفكير الطويل بما هو أهم بالنسبة لهم ولا يكتشفون اهمالهم إلا عندما يمرضون أو عندما يجتمعون في احتفالات ویرون اهتمام الناس بأنفسهم فينظرون إلى أنفسهم بازدراء لهذا الاهمال الحاصل ، لكن بعضهم يتعدى هذه المرحلة عندما يجد بعض الاهتمام من زوجته أو حين يوهب الثراء... عندما قلت أنهم أصحاب ملل كثير أحياناً فهذا لا يعني أنهم أقل نشاطاً فقد رأيت الكثير من أصحاب العيون العسلية ممن يمتلكون مقدرة كبيرة في تحفيز الناس لنشاطهم وكثرة تحركهم .

ملاحظاتي الخاصة عن أصحاب العيون العسلية : يمتلكون طيبة في قلوبهم وذلك لتحفيز الحنان لديهم . لا يمتلكون الصراحة مع أنفسهم لهذا ويرتكبون الكثير من أخطاء قد تؤدي بهم إلى الشعور بالفشل ..

لديهم قوة ثقة لكن الثقة تتضاءل وتنعدم إذا مارسوا العادات السيئة المنتشرة فهذه العادة تفقدهم الثقة بأنفسهم وهي سبب لكثير من مشاكلهم النفسية والصحية وسبب تعلقهم بهذه العادة وحبهم للاستثارة أنهم كما قلتُ لكم أصحاب أجساد حارة من الداخل لأن الحنان والرومنسية والشهوة تسكن الأبدان الحارة ولأشرح لكم معنى ( الأبدان الحارة ) وجب علينا أن نتكلم عن الطبائع الأربعة التي ذكرها علماء الطب قديما لكني سأكتفي في هذا الكتيب بذكر ما يمثلهم من الخليط :

فأصحاب الأبدان الحارة يمثلهم الخلط الصفراوي والدموي ومن أهم علامته اصفرار الجلد او احمراره واصفرار العينين أيضا : وهذه الحرارة ترغبهم بالجنس كثيرا لكنها تزداد عندما يمارسون العادات السيئة فهي تزيد من شهوتهم الداخلية .. وإذا سيطرت عليهم هذه العادة وتمكنت من أجسادهم فإنهم يبحثون عن العلاقات لإشباع نزواتهم الداخلية لكنهم مع ذلك لا يستغنون عن الحب .

الفرق بين صاحب العيون العسلية الذي لا يمارس العادات السيئة وبين الذي يمارسها : أن الذين لا يمارسون العادة لديهم ثقة كبيرة بأنفسهم وأنهم يعتمدون على أنفسهم منذ الصغر ولا ينتظرون مساعدة من أحد بينما يفتقد من يمارس العادات السيئة لهذا فهي أول مصدر من المصادر التي تجعلهم عديمي الثقة بأنفسهم .. وقد يفتقد أحدهم لهذه الثقة رغم أنه لا يمارس العادة فأقول في حالته هذه أنه لم يجد من يساعده على فهم نفسه وتحديد طموحاته في الصغر لهذا يفتقد للثقة فإذا كبر واشتد عوده انتهت به إلى عصبية دائمة وشتات دائم...

يمتلكون قدرة على الابداع خصوصا إذا وجدوا المديح والتفاف الناس حولهم . لا يحب أصحاب العيون العسلية الاعتراف بخطأهم لهذا يلقون باللوم دائما على أزواجهم ويلبسونهم ثياب الخطأ دائما خصوصا اذا افتقدوا للثقة نتيجة ممارستهم للعادات السيئة أو سوء التربية ..

فإذا كانت المرأة تحب زوجها لكنها تكره فيه هذه الصفة فعليها أن لا تتذمر من هذه الصفة في إن لم ترض عنه في ناحية لابد أن تنظر إلى الإيجابيات في الناحية الأخرى فلن يضرها إن قبلت بلبس الخطأ ويجب أن تعلم أن زوجها الذي يلبسها الخطأ ولا يعترف بذنبه هو في الحقيقة يعلم أنه هو المخطئ وربما تغلب على هذا يوما ما واعترف بذنبه .... يحاول أصحاب العيون العسلية أن يجدوا قوة تعينهم على تحقيق طموحاتهم لهذا ينبغي على كل من تزوجت بصاحب عين عسلية أن تستمر في دعمه نفسيا ولا ترهقه بالتذمر فهو في وقت النجاح سيضعها موضعا عاليا ولن ينسى فضلها وذلك لأنهم جديرون بالثقة كما قلتُ لكم من قبل ولن يخذلوا أحدا وقف معهم في إطار الأزمة النفسية.

في النهاية أود أن أقول أنك إذا كنت صاحب عين عسلية ولم تجد بعضا من هذه الصفات في هذا الكتاب لا يعني أنها لا توجد عند غيرك لكنها تتفاوت بين إنسان وآخر فالعسل يمتلك الكثير من درجات اللون وكل لون يتبع للون الزهور التي انتقل فيها النحل ، وكل لون له صفاته وفوائده ..

هذه أهم الصفات المشتركة لدى أصحاب العيون العسلية وقد لا تمتلك بعض هذه الصفات وليس لأنها خاطئة إنما يتغلب البعض على بعض الطبائع السيئة مع مرور الزمن ولكل عمر دور لكنهم في الغالب لديهم هذه الصفات ..

من كتاب ألوان العيون وصفاتها .. ويتبعه (الغيرة ، طبيعة الرجل ، الحساسية العاطفية ، الثقة بالنفس )