anyquizi logo

التحامق والتذاكي

التحامق والتذاكي

التحامق والتذاكي


التحامق

في السابق كنت أستغرب من المتحامقين ، وذكرت في إحدى كتبـي ذلـك الشاب المتحامق الذي ظن أصحابه أنه لا يفهم لصمته الطويل فيتحـدثون أمامـه بألغاز وهم لا يعلمون أنه عالم بها فاهم لأصلها ، فحرف المعنى فصار بعض النـاس يقولون عن هذا المتحامق ( تستهبل ؟ ) وذلك عندما يقوم بفعـل عجيب خـارج عن العادة .

ويبدأ التحامق هذا منذ الصغر وإذا كان لديك أولاد سترى هذا فيهم خاصة عندما يقوم الطفل بفعل يعلم أنه قد ارتكب جرما وسيوبخ عليه فحين يقول لـه والده : من حطم هذا ومن كسر هذا ؟ سيميل فم الطفل ناحية اليمين وتمتد شـفتيه نحو الأمام كمن يلفظ حرف الواو فيقول ( اوووو ) وسيقول ( لا اعلم ) .

ثم منهم من يجعله كذبا ومنهم من يجعله سلاحا فأما الأول فلا شأن لنا بـه فنحن نمقت الكذابين ولا نؤيد أفعالهم أما الثاني فهو الذي يستخدمه للفائدة كمن يتغاضى عن كثير من الأمور ويتحامق مع زوجته حتى لا يفسد حياته معها ، فطبيعة المرأة قريبة من طبيعة الطفل الباكي ولولا هذا ما سميت بالقوارير فهي أشبه بالآنية الرقيقة حالما سقطت تحطمت ولو لمست بعنف خدشت.

شكوى ( التذاكي )

وفي أحد الأيام شكى لي أحدهم مما يرى في هذا الزمان من أمور تشيب لهـا الرؤوس ، فقلت له لا تصمت عن المنكر ولا تقف عن بذل المعروف والنصيحة إلا أنك لو دققت لتعبت . بالفعل لو جاء الرجل إلى بيته فقال لزوجته ما هذا لماذا هذه هنا ولماذا هـذه هناك ؟ ثم يسألها عن ترتيب المكان وعن المؤونة في البيت وإذا قالت له لقـد نفـذ السكر أو الطحين اتهمها بالسرقة وأنها ترسل لأهلها من المؤونة . وما درى هذا المتذاكي أن معدته قد هضمت ثلثي المؤونة . ويعيش حياته على التدقيق في كل الأمور فتارة يتهم وتـارة يسيء وهكذا .. فلا يرتاح ولا يريح من حوله .

هكذا هي حياة المتذاكين ، كلها شقاء وعذاب.

من كتاب مهارات الحياة
للكاتب ابراهيم الشملان


عدد الزوار :
Loading...
شارك على مسنجر
تابعنا على الفيسبوك تابعنا على تلغرام

إختبارات قد تعجبك