أسطورة ناوا: رحلة عبر الزمن إلى قرية السحرة وآكلي لحوم البشر
تقع قرية ناوا على الضفة الشرقية لنهر النيل في شمال السودان، وتُحيط بها هالة من الأساطير والروايات المرعبة التي تُشعل خيال السامعين وتُثير مشاعر القشعريرة.
فمنذ القدم، ارتبط اسم ناوا بالسحر الأسود وأكل لحوم البشر، ما جعلها وجهةً غامضةً تُثير الفضول والخوف في آن واحد.
رحلة عبر الزمن:
تُشير بعض الروايات إلى أن أصل تسمية ناوا مشتق من "نواة البلح"، ربما لارتباطها بطقوس سحرية قديمة كانت تُمارس في المنطقة. ويعتقد البعض الآخر أنّ اسمها مُشتق من "ننيوا"، وهي مدينة آشورية قديمة كانت تقع في شمال العراق.
تُغلف تاريخ ناوا ضبابيةٌ كثيفة، فلا تتوفر معلومات تاريخية موثقة تُؤرخ لنشأتها أو تُقدم تفاصيل عن ثقافتها وسكانها. ولكن، تُشير بعض الروايات المتوارثة إلى أنّ ناوا كانت موطناً لقبائل مشهورة بممارسة السحر الأسود، وإجراء طقوس غريبة تتضمن التضحية بالبشر.
أساطير السحر الأسود:
تُعدّ حكايات السحر الأسود من أكثر الأساطير شيوعاً حول ناوا. فكان يُعتقد أنّ سحرة ناوا يمتلكون قوى خارقة تمكنهم من التحكم في العناصر الطبيعية، وتحويل الأشخاص إلى حيوانات، والتنبؤ بالمستقبل. كما اشتهرت ناوا بوجود ساحرات يُقال أنهنّ كنّ يمارسنّ طقوساً سحريةً بشعةً تتضمن التضحية بالبشر، خاصةً الأطفال حديثي الولادة.
حكايات آكلي لحوم البشر:
أكثر ما يُثير الرعب في أساطير ناوا هي حكايات آكلي لحوم البشر. فكان يُعتقد أنّ بعض سحرة ناوا كانوا يتناولون لحوم ضحاياهم كجزء من طقوسهم السحرية، أو كنوع من التضحية لإرضاء الأرواح الشريرة. وتُروى قصصٌ مرعبةٌ عن اختفاء أشخاصٍ في ظروف غامضة، ووجود مخلوقات غريبة تتجول في شوارع ناوا ليلاً.
ناوا اليوم:
مع مرور الزمن، تلاشى تأثير أساطير ناوا إلى حدٍ كبير. فقد تحولت القرية إلى وجهة سياحية هادئة، يُمكن للزوار فيها الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة والتعرف على الثقافة النوبية العريقة.
ولكن، لا تزال بعض حكايات ناوا تُروى كنوع من التراث الشعبي لتُثير مشاعر التشويق والخوف لدى الأجيال الجديدة.
بعض القصص الشعبية المتداولة حول ناوا:
- قصة العريس المتهم بأكل عروسته: تُروى قصة عن عريس في ناوا تم اتهامه بأكل عروسته في ليلة زفافهما. و يقال أنّه بعد الزواج، اختفت العروسة بشكل غامض، وعندما تمّ البحث عنها، تمّ العثور على بقايا جثتها في منزل العريس. و لازالت حقيقة هذه القصة غامضة حتى يومنا هذا.
- قصة الرجل والتمساح: تُروى قصة عن رجل من ناوا كان يُعرف بمهارته في صيد التماسيح. و في أحد الأيام، طعن رجلاً تمساحاً ضخماً عند ضفاف النيل، وتركه يموت. و بعد أيام، طرق أحد الأبواب على منزل الرجل طلباً للراحة، و عندما فتح الرجل الباب، تفاجأ بوجود تمساح ضخم أمامه. و يقال أنّ التمساح الذي طعنه الرجل قد تحوّل إلى إنسان ليأخذ ثأره.
ختاماً:
تُعدّ أسطورة ناوا مزيجاً غريباً من الحقيقة والخيال، تُجسّد صراعات الإنسان الدائمة مع المجهول والخوف من الموت. فهل هي مجرد خرافاتٍ وأوهامٍ تُروى لإثارة الرعب؟ أم أنّ وراءها حقائقَ غامضةً لم يتمّ الكشف عنها بعد؟
يبقى الجواب مفتوحاً للتأويل، ولكنّ ما لا شك فيه أنّ أسطورة ناوا ستظلّ تُلهم مخيلة البشر وتُثير فضولهم لسنواتٍ قادمة.