هل أنا رجل بما يكفي ؟
كان لدي اجتماع لمدة ساعة من المنزل عبر الهاتف وقد كنت قد خططت مع زوجتي بريندا للذهاب لحـضـور مناسبة بعد ذلك . بعد مضي خمس وأربعين دقيقة على المكالمة ، دخلت بريندا إلى الغرفة وأشارت إلى معصمها مـحـركـة شـفـاهـهـا : « يتوجب علينا الذهاب » . بعد بضع دقائق ، دخلت مرة أخرى وحدقت بي . فتشتت ذهني تماماً عن المكالمة التي أجريها . عندما انتهيت ، أخـبـرتـهـا بأن تصـرفـهـا كـان ينم عن الفظاظة ، لتخبرني بدورها بأنني كنت فظا أيضاً . لم أدرك إلا بعد أن احتدمت الأمور بيننا بأنها كانت تعتقد أنه المفترض أن تدوم المكالمة ثلاثين دقيقة فقط ، وأنني كنت متأخراً كالعادة.
تعريف الرجولة
لقد حولت أنا وبريندا مثل هذا السوء التفاهم اليومي إلى جدالات شاملة مئات المرات . لكننا هذه المرة لم نفعل ، وأصبحنا نادراً ما نفعل . لقد تعلمت أن هنالك شيئاً آخر متضمن في خلافتنا : إنه اختبار صامت لاشعوري لي . كان الأمر كما لو أنني أسمع صوت زوجتي يلمح لي بسؤال : هل أنت رجل بما يكفي لتحبني ؟ كنت مقتنعاً لزمن طويل بالصورة النمطية للرجولة ؛ فاعتقدت أن الرجل المفعم بالرجولة يمتلك جسداً قوي البنية رياضياً ، لا يهاب المخاطر بل ربما قد يأكل اللحم نيئاً ، ويحلق ذقنه بالمنشار ، ويلاكم الدببة !
لكن كان علي أن أتعلم تعريفاً شاملاً أكثر للرجولة ؛ تعريف صحيح أكثر لزواجي : تحتاجني زوجتي أن أحبها عندما لا تتصرف بشكل محبب للغاية ، وإن لم أستطع النجاح في أن أكون قوياً وشجاعاً في العلاقات والنواحي العـاطـفـيـة ، فإن أية مظاهر خـارجـيـة للرجولة هي مـجـرد ظلال.
أظهر لها الحب في خضم الجدال
إذًا ، مـا إن يـحـتـدم الجـدال -أو لنأمل قـبل أن يبـدأ بالاحتدام- أسأل نفسك : هل أنا رجل بما يكفي لأحبها الآن ؟ سـوف تثبت أنك رجل بما يكفي عندما تظهر الانضباط الداخلي وتبقى هادئاً ومتحكماً بالموقف . فعندمـا تتـوقف عن الجـدال وعن إصـرارك على أن تفـهـمك ، ستـشـعـر بنفسك أقـوى من أي وقت مضى ، وستشعر بدورها أنها محبوبة أكثر من أي وقت مضى .
من كتاب ٤٤ مذهل
بقلم : غاري مورلاند