ماكسيميليان كيلمان: حلمي المشاركة في كأس الأمم الأوروبية مع المنتخب الإنجليزي
يتذكر ماكسيميليان كيلمان الأيام التي كانت فيها مباريات الديربي الشرسة - قبل وقت طويل من تطوره الهائل ليصبح أحد أفضل المدافعين وأكثرهم ثباتا في المستوى في الدوري الإنجليزي الممتاز بقميص وولفرهامبتون - عبارة عن مباريات مع فريق جامعة هيرتفوردشاير، التي سيتخرج فيها من قسم إدارة الأعمال والرياضة في سبتمبر (أيلول) المقبل.
يقول كيلمان مبتسماً، وهو يتذكر عندما كان يلعب أمام جامعة أخرى: «أتذكر عندما كنت ألعب مع جامعة بيدفوردشاير خارج ملعبنا. لقد كان الأمر مشابهاً لما هو عليه الآن، حيث كان الطلاب الذين يشجعون الفريق المنافس يطلقون صافرات وصيحات الاستهجان ويشجعون فريق جامعتهم، وكنا نشعر بقوة وشراسة هذا التنافس. لقد كنت أستمتع بذلك الأمر كثيرا، وكذلك بالأجواء المحيطة والحماس الشديد. وما زلت صديقاً لبعض الأولاد من فريق الجامعة. لا أعتقد أن أحداً كان يتوقع أن أصل إلى هذا الحد».
وعندما كان كيلمان في سن صغيرة، كان يوفق بين دراسته الجامعية وممارسة كرة القدم في دوريات الهواة مع فريق مارلو الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثامنة، وفريق مايدنهيد الذي كان يلعب في دوري الدرجة الخامسة، والذي انتقل منه إلى وولفرهامبتون قبل ست سنوات. وفي الجامعة، كان كيلمان يلعب صانع ألعاب، وكان يسجل ويصنع الكثير من الأهداف. لقد كان هذا هو المركز الذي يستمتع به والذي لعب به عندما سجل هدفين وقاد فريق وولفرهامبتون تحت 23 عاماً للفوز على مانشستر يونايتد ليقوده للصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز للناشئين في موسمه الأول. وبعد مرور 79 دقيقة من المباراة، كان وولفرهامبتون بقيادة روب إدواردز متأخرا في النتيجة بهدفين دون رد. يقول كيلمان بتواضعه المعتاد: «في الدقائق العشر الأخيرة، تم الدفع بي في مركز صانع الألعاب، ونجحت في ترك بصمة صغيرة في تلك المباراة».
لقد أنفق وولفرهامبتون، الذي اكتشف مديره الرياضي مات هوبز، كيلمان وهو يلعب كرة الصالات أثناء عمله كشافا للاعبين في أكاديمية النادي للناشئين، 40 ألف جنيه إسترليني للتعاقد مع كيلمان، وهي الصفقة التي يمكن أن تكون الأفضل في تاريخ النادي من حيث المبلغ المالي مقابل ما يقدمه اللاعب حاليا. ويتميز كيلمان، الذي يحمل شارة قيادة وولفرهامبتون، بالطول الفارع، حيث يصل طوله إلى 1.93 متر، ويتمتع بشخصية متواضعة وهادئة. وخلال هذه المقابلة الصحافية، تطرق النجم الإنجليزي الشاب لكل شيء، بدءاً من التعليم وصولا إلى فرص إنجلترا في نهائيات كأس الأمم الأوروبية المقبلة.
من المؤكد والواضح أن كيلمان يمتلك كل القدرات والإمكانات التي تجعله لاعبا مثاليا لأي مدير فني، فهو قوي من الناحية البدنية ويمكن الاعتماد عليه للقيام بكثير من المهام والأدوار داخل الملعب، كما يتميز بالمهارة التي تمكنه من الاستحواذ على الكرة بأريحية كبيرة، فضلا عن أنه يلعب بقدمه اليسرى. يتحدث كيلمان عن النصيحة التي قدمها لمجموعة من الشباب في معسكرهم التدريبي في أبوظبي في يناير (كانون الثاني)، قائلا: «عندما تكون لاعبا لكرة القدم، فإنك توضع في اختبار كل يوم. أنا أتدرب دائماً وكأنني أشارك في مباريات رسمية. أنا أتحلى دائما بهذه العقلية، وإذا اضطررت مثلا إلى التدخل لقطع الكرة، فإنني أبذل قصارى جهدي للقيام بذلك بأفضل شكل ممكن. أنا أقوم بأشياء إضافية، وأذهب إلى صالة الألعاب الرياضية، وأتدرب مع حراس المرمى وأقوم ببعض التمريرات مع زملائي في التدريبات. واليوم، تدربت مع المهاجمين على كيفية إنهاء الفرص أمام المرمى، فأنا أريد مواصلة التحسن والتطور».
ويُعد كيلمان واحدا من ثلاثة لاعبين فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز - بعيدا عن حراس المرمى - لعبوا كل ثانية هذا الموسم، إلى جانب ويليام صليبا لاعب آرسنال وإيليا زابارني لاعب بورنموث. وإذا كان صليبا يلعب دوراً محورياً في مواصلة آرسنال للمنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، فقد كان كيلمان ركيزة أساسية في صفوف وولفرهامبتون الذي يسعى لإنهاء الموسم ضمن المراكز المؤهلة للمشاركة في البطولات الأوروبية.
ويعد كيلمان، الذي سيبلغ 27 عاماً الشهر المقبل، واحدا من أفضل 10 لاعبين في الدوري من حيث إفساد الهجمات وقطع الكرات والفوز بالصراعات الهوائية هذا الموسم. وكان من الممكن أن يزيد كيلمان من حصيلته التهديفية، لكن هدف التعادل الذي أحرزه في الوقت المحتسب بدل الضائع ضد وستهام الشهر الماضي، بضربة رأسية رائعة، تم إلغاؤه بشكل مثير للجدل بعد أن خلص حكام تقنية الفار إلى أن وجود تاواندا تشيريوا في موقف تسلل شتت انتباه حارس مرمى وستهام، أوكاش فابيانسكي. يقول كيلمان: «في بعض الأحيان قد يستغرق الأمر أربع أو خمس دقائق لاتخاذ القرار، ومع ذلك قد يتم اتخاذ القرار بشكل خاطئ في نهاية المطاف. أعتقد أن وجود لاعبين سابقين في التحكيم سيكون مفيداً، لأنه سبق لهم أن شاركوا في مثل هذه الحالات ويعرفون جيدا كيف تسير الأمور ويعرفون مهارات اللعب، وكل التفاصيل الصغيرة المتعلقة بالخطط التكتيكية والفنية».
ويعترف كيلمان بأنه ليس من نوعية اللاعبين الذين يصرخون بصوت عال داخل الملعب. فهل تفاجأ اللاعب الشاب عندما تم تعيينه قائدا للفريق في أغسطس (آب) الماضي؟ يقول كيلمان: «لو سألتني هذا السؤال عندما جئت لأول مرة إلى وولفرهامبتون عندما كان هناك كونور كوادي وجواو موتينيو وروبن نيفيس ورومان سايس، وكثير من اللاعبين ذوي الخبرات الكبيرة حقاً، كنت سأقول إنه ليس لدي فرصة لكي أكون قائدا للفريق. لكن حدث الكثير من الأمور مؤخراً ورحل الكثير من اللاعبين الجيدين ذوي الخبرات الكبيرة، وأصبحت أنا أحد أكثر اللاعبين خبرة في الفريق، وواحدا من اللاعبين الذين يلعبون للفريق منذ فترة طويلة».
وتم تكريم بعض زملاء كيلمان السابقين في فريق كرة الصالات من خلال تسجيل أسمائهم على جدار مركز «سانت جورج بارك» الوطني التابع للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، للاحتفال بأولئك الذين شاركوا في 50 مباراة على الأقل مع منتخب بلادهم. وظهرت أسماء لوك بالينغر ودوغ ريد إلى جانب لاعبين عظماء شاركوا في أكثر من 50 مباراة مع المنتخب الإنجليزي لكرة القدم مثل السير بوبي تشارلتون وديفيد بيكام وواين روني. لعب كيلمان 25 مباراة دولية مع منتخب الصالات عندما كان عمره يتراوح بين 18 و21 عاماً، قبل أن ينتقل من ميدنهيد إلى وولفرهامبتون. يقول كيلمان: «لو لعبت مسيرتي بالكامل في كرة القدم للصالات، ربما كنت سأحطم الرقم القياسي لأكبر عدد من المشاركات الدولية في كرة القدم للصالات. لكنني سعيد حقا بخوض هذه التجربة الفريدة من نوعها».
عندما كان أندريه شيفتشينكو مدرباً لمنتخب أوكرانيا، استدعى كيلمان، الذي ولدت أمه ماريا، ووالده أليكس، في كييف وأوديسا على التوالي، إلى معسكر تدريبي، لكن لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) تمنع اللاعبين من اللعب لمنتخبات جديدة إذا سبق لهم خوض مباريات تنافسية مع منتخبات أخرى في رياضة مختلفة. لقد لعب كيلمان، الذي نشأ في لندن، مع المنتخب الإنجليزي لكرة القدم للصالات أمام ألمانيا وأحرز هدف التعادل في المباراة التي انتهت بالتعادل بثلاثة أهداف لكل فريق في عام 2016 - ويود أن يفعل ذلك مرة أخرى هذا الصيف، لكن مع المنتخب الإنجليزي لكرة القدم في نهائيات كأس الأمم الأوروبية.
يقول كيلمان: «لن أستسلم أبدا ما دام أنه هناك فرصة للقيام بذلك. أعلم أنه يجب علي التحسن، لكني أعلم أيضا أنني أقوم بعمل جيد، وأعلم أنني أتنافس مع مدافعين جيدين يلعبون في الدوري الإنجليزي الممتاز. في السابق، كان هدفي أن أصبح لاعباً أساسياً في صفوف وولفرهامبتون والآن هدفي هو اللعب لمنتخب إنجلترا، وهذه هي الخطوة التالية». ويختتم كيلمان حديثه قائلا: «أعتقد أنني أقدم مستويات ثابتة هذا الموسم والموسم الماضي أيضا، وأعتقد أنني أبذل مجهودا كبيرا وأضغط بكل قوة حتى أكون ضمن قائمة المنتخب الإنجليزي. حلمي هو اللعب لإنجلترا».
المصدر : الشرق الأوسط